كاتبة ليبية: اتفاقية السراج وأردوغان تهدف لتعزيز تيار الإسلام السياسي

عقبت، فاطمة غندور، الكاتبة والصحفية الليبية على الاتفاق الذي تم بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، قائلة:" لا أتصور أن هناك في الدستور الليبي ما يسمح للسيد السراج أن يعقد اتفاقية، ومن جهة أخرى فإذا كان قد أخذ أردوغان مصادقة برلمانه قبل التوقيع فكيف السراج يوقع هذه الاتفاقية دون أن يمرر هذا الأمر على البرلمان الليبي".
وتابعت "غندور" في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم":" بالنظر إلى تركيا وإلى مشروعها وأطماعها مؤخرا بالنسبة للمسألة السورية أصبحت طرفا يعتدى ويقطع طرفا وأيضا العراق والتحدث عن دعم لداعش وكانت تركيا طرفا لدعم داعش لعبور هذه المنطقة، أيضا في ليبيا فأردوغان متهم بالتدخل علنا هكذا يخطب ويتكلم، ويتدخل ببواخر أسلحة ودعم وتقوية تيار إسلامي استولى على السلطة عام 2014 مخالفا لانتخابات الليبيين للبرلمان في العام نفسه، فأية اعتبارات جعلت السراج يوقع هذه الاتفاقية، إلا لو كانت المسألة أن هناك أطرافا في الغرب الليبي ضغطت عليه وهي على الأغلب تيار الإسلام السياسي المسلح لكي يجد مصوغا لكي تدخل تركيا الأراضي الليبية وتحديدا المنطقة البحرية في ساحل الغرب الليبي، فسلطة السراج في الغرب الليبي هي عبارة عن سلطة هشة ضعيفة، فميليشيا تستطيع أن تقتحم مقره كما حدث وسمعنا في الأخبار، فأي سلطة يمنحها السراج لكي يوقع اتفاقا وهذا من حيث المبدأ، هل يملك السراج السلطة في كل ليبيا، فما من سلطة يملكها السراج على الجغرافية الليبية، بل إنني أزعم أنه حتى في الغرب الليبي هناك مناوشات وتحريض ضده طوال الوقت من قبل تيار الإسلام السياسي يصعدون الأمور عليه فور صدور أي قرار لا يعجبهم بما يتعلق بالممالية أو ميزانية الأسلحة في الحرب الأخيرة في الحرب الليبي".
أما عن الأهداف التركية والسراج من هذا الاتفاق، فقالت "غندور":"أهداف تركيا على ما أعتقد فهي معلنة ومنها زيادة النفوذ وهناك مصالح كما يبدو وموجود في الاتفاقية تتعلق بالتنقيب والبحث عن ثروات قد تبدو غاز أو جغرافيا يراد أن تحاط وتصبح تركيا لها يد فيها خاصة مع المسألة القبرصية اليونانية، هي مطامح سياسية تركية وهي مطامع تركية اقتصادية فهي تلعب على هذين الوترين، هذا النفوذ الذي تريده تركيا ويمتد سواء في الشرق الأوسط أو في الشمال الإفريقي ولعل مفاتحه هو ليبيا كما يعتقد أردوغان".
فيما يخص بالأخطار التي يمكن أن تحدث على المنطقة العربية أو منطقة المتوسط بعد توقيع هذه الاتفاقية، فذكرت الكاتبة الليبية قائلة:" ما دام هناك قانون دولي واحتكام له فأنا لا أتصور أن يكون هناك أخطار من خلالها ينفذ أردوغان أو يستطيع أن يمنح السراج لتوقيع اتفاقية فيها مساس بالجغرافية الليبية أو بالساحل الليبي، فهي عبارة عن مناورة لكي يقول للجيش الليبي أنني هنا مع الطرف الذي تحاربونه وإنني على استعداد لدعمه ومساندته، فهذا الأمر غير سهل ولن يقبل به القانون الدولي أو الدول المحيطة ولها حقوق ومن الممكن أن تطالب بها مثل مصر واليونان ونتقاسم معها البحر المتوسط ، ليس من حق أردوغان أو السراج وحدهما عقد اتفاقية يستطيعون بها السيطرة أو الهيمنة على المنطقة، فهناك قانون دولي يحكم إليه فيما يتعلق بنزاعات الجغرافيا والأراضي والبحر".
أما عن دعوة عقيلة صالح لزيارة اليونان رسميا بعد الاتفاق، فقالت "غندور" لـ "بلدنا اليوم":"عقيلة صالح هو رئيس البرلمان بحكم الدستور الليبي، فهناك إجراء ينبغي أن يتم وهناك طرفين والذي ينبغي أن يعود إليهم السراج وهما البرلمان وأيضا أن يحترم مواد في الدستور الليبي لاتفوضه بتوقيع أي اتفاق، فهذه التفاقية لا يمكن أن تجري".
فيما يخص بالخطوات الممكن اتخاذها ، فقالت "غندور":"لابد من المشاورة مع الجيران الذين يمسهم هذا الأمر، هذا نوع تحكمه علاقات دبلوماسية وأيضا شأن سياسي، لذلك فإن البرلمان الليبي سوف يتجه ويعتمد على ما ورد من بنود في اتفاق سياسي على الرغم من أنه لم يوافق عليه لكن في ظني أنه سوف يتم اللجوء إلى الدستور الليبي المؤقت والذي خرج عام 2013".