أمانة التدريب والتثقيف بـ"مستقبل وطن" تعقد ندوة "حياتك تهمنا"

عقدت أمانة التدريب والتثقيف المركزية بحزب مستقبل وطن برئاسة المهندس أحمد الجندي، ندوة بعنوان "حياتك تهمنا" حول الدوافع والأسباب المؤدية للانتحار، وتأثيره على المجتمع وكيفية مواجهته، وذلك تحت رعاية المهندس أشرف رشاد الشريف رئيس الحزب، وحضور كلا من، الدكتور أحمد جمال ماضي أبو العزايم، أستاذ الطب النفسي ورئيس المجلس الإقليمى للصحة النفسية بشرق المتوسط، والشيخ أسامة قابيل، من شباب علماء الأزهر الشريف، والقمص شنودة منير جبرائيل، سكرتير اللجنة المجمعية للصحة النفسية ومكافحة الإدمان بالمجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك بالمقر الرئيسي للحزب في القاهرة.
وشارك في الندوة كلا من، المهندس كامل ميشيل، عضو الأمانة المركزية، والدكتورة نجلاء فريد أمينة العلاقات العامة، والمستشار أحمد فوزي أمين تنمية الموارد والخدمة المجتمعية، وعددا الأمناء المساعدين وهيئات مكاتب الأمانات النوعية المختلفة، وأعضاء أسرة من أجل مصر بجامعة عين شمس.
وفي كلمته، قال المهندس أشرف رشاد الشريف الشريف، رئيس الحزب،" هناك فترات يمر بها الإنسان تتطلب منه إعادة تفكير ومشاركة الأسرة والمجتمع فى بعض القرارات، مؤكدا أن الشباب هم دائما عنصر فعال فى المجتمع وعليهم الوقوف على هذه الحقيقة، وأن الله سبحانه وتعالى حينما يبتلى أحد يعلم حل وعلى أن هذا الشخص قادر على تخطى هذه المحنة، ولكن علينا أن نتحلى بالتفكير الجيد وعدم التسرع فى اتخاذ القرار، سوى بعد مشاركة من حولنا للاستفادة بخبراتهم.
ومن جانبه قال المهندس أحمد الجندي أمين التدريب والتثقيف بالحزب، إنه وفقا للإحصائيات الأخيرة حول ظاهرة الانتحار، إتضح أن النسبة بلغت 83% ذكور و17% من الإناث، بواقع 800 الف حالة سنوية على مستوى العالم، تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 عاما بمعدل حالة كل 40 ثانية لأسباب مختلفة.
وأوضح، الدكتور أحمد جمال ماضي أبو العزايم، أستاذ الطب النفسى، إن الصحة النفسية هى حجر الزاوية فى المجتمع، مشيدا بتضمين نشرة حملة " 100 مليون صحة" كلمة عن الصحة النفسية، لافتا إلى أن العالم أهمل ملف الصحة النفسية على حساب الصحة الجسدية لسنوات طويلة، وهناك العديد من المحاولات من أجل تضمينها لأجندة الصحة العالمية لأهميتها.
وأشار أبو العزايم ، إلى أن برامج الصحة النفسية تم وضعها ضمن برامج الصحة العالمية، ولكنها لم تكن على قدر يفئ بالغرض، وحينما تم عرض مقترح بشأن عقد مؤتمر عن الصحة النفسية سارع عدد من الشركات معربين عن رغبتهم فى المشاركة، مؤكدين أنه من غير القدرات الاجتماعية لن تستطيع هذه الشركات على المنافسة من خلال عاملين مؤهلين، لافتا إلى أنه من بين كل 100 مريض يوجد 10 منهم مرضى نفسيين.
وشدد أستاذ الطب النفسى، أن الطفل هو نواة المجتمع ولابد من الوقوف على أهمية التعامل معه، بداية من فترة الرضاعة لبناء مجتمع سليم، ووفقا لأحد الأبحاث أتضح أن هناك ما يقرب من 40% من الأطفال الرضع لديهم مشاكل وجدانية، وبدأ العالم كله يهتم بالطفل ، ووضع برامج للاهتمام بهم فى سن الصغر، لافتا إلى أن الإهمال العاطفى والتوبيخ الأسرى من الأسباب التى قد ينتج عنها فى المستقبل حالة إنتحار أو خلق شخص مكتئب وإنطوائى، وبالتالى ينعكس هذا الأمر على المجتمع، محذرا من بعض الألعاب الإلكترونيه، ومنها على سبيل المثال لعبة الحوت الأزرق وغيرها من الألعاب التى تمثل خطورة على الأطفال والشباب.
وأكد أبو العزايم، على ضرورة أن يكون هناك توسع فى الطب النفسى، ودور الأخصائى الاجتماعى المُدرب على التعامل مع الأطفال والشباب للقضاء على هذه الظاهرة.
وقال القس شنودة منير جبرائيل، سكرتير اللجنة المجمعية للصحة النفسية ومكافحة الإدمان بالكنيسة الأرثوذكسية، إن كل 40 ثانية هناك شخص منتحر على مستوى العالم، مؤكدا أن الانتحار هو ثاني سبب للوفاة بعد الحوادث على مستوى العالم، وأن معدل الانتحار في الرجال أعلى من النساء، وعلى العكس الإكتئاب، وهذا يعود إلى أن المرأة ليس لديها الشجاعة للإقدام على هذا الأمر.
وأشار منير، إلي أن الانتحار غير مقبول فى المسيحية، ويعود هذا الموقف إلى أن نظرة المسيحية في الجسد تتمثل أن الإنسان مجرد وكيل على هذا الجسد الذي منحه الله إليه، وسيُحاسب عليه، وأن الكنيسة تعمل على وقاية وحماية الشباب من الانتحار، من خلال التوعية بالأمراض النفسية وكيفية التعامل معها والتأكيد على أنه ليس عيبا أن يذهب المريض الي الطبيب النفسي.
وأوضح القس شنودة منير ، أن من ضمن قواعد حماية الشباب من الوقوع فريسة لهذه الظاهرة تتمثل فى قيمة الإنسان، وضرورة الوقوف على قيمة الإنسان ، وأن يحيى حياة الشكر ، وإعلاء فكرة الرجاء، والوقوف على مفهوم الضيق والأمل، وأخيرا أهمية عمل فحوصات ما قبل الزواج للشباب حتى يأتى للحياة أطفال بلا أمراض وراثية.
ومن ناحيته، قال الشيخ أسامة قابيل، أحد شباب علماء الأزهر الشريف، إن الإنسان عليه أن يعرف قيمته عند الله تعالى، فالله لم يخلقه عبثا، منوها أن الإنسان له بصمة في اليد والعين لا تكرر في إنسان آخر، متابعا:" أنت حالة واحدة لا تتكرر"، " ينبغي علينا محاربة الفقر والجهل والمرض فلا يمكن أن يكون الإنسان ذو قوة وهو مريض بالفقر أو الجهل أو المرض ".
وأشار الشيخ أسامة قابيل، إلى أن جسد الإنسان أمانة فهو بنيان الرب وملعون من هدمه، وعلينا أن نحمد الله على نعمة الأمن والاستقرار في مجتمعنا المصري، والنبي يقول في حديثه الشريف "من قتل نفسه بشئ في الدنيا بعث به يوم القيامة".
وفي ختام الندوة، قدم المهندس أشرف رشاد الشريف، درع الحزب للمشاركين في الندوة، وذلك تقديرا لدورهما فى نشر التوعية.