بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

التضامن تحارب الفقر .. صرح طبي خيري لتقديم الدواء للمرضى المحتاجين بالمجان و بالاجتهاد الذاتي

بلدنا اليوم
كتب : رحاب الخولى

بعد تكافل وكرامة..

التضامن تحارب الفقر بأبعاده المتعددة

إنقاذ مليار جنيه سنويا أموالا مهدرة بمخالفات المنازل

نيفين القباج: توفير الأدوية للحالات المرضية التي تستحق الرعاية من أسر تكافل وكرامة

رئيس مؤسسة الدواء للجميع الخيرية: لدينا 60 صندوق خاص بتبرعات الأدوية بالقاهرة والجيزة

كثيرمنا يربط الفقر بتدني المرتبات ودخل الفرد فقط، جاهلا أبعاده المتعددة مثل فقر الصحة ونوعية العمل، والافتقار للأمان من تهديد العنف، لذا تتجه الحكومة لمحاربة الفقر من جميع الاتجاهات، لتحقيق الحياة الطبيعية للمواطنين.

ولا يخلو مجتمع إنساني من وجود جمعيات خيرية وأفراد تسعى لتقديم المساعدة المجتمعية، فالجميع يتفق أن الدولة مهما كانت مقتدرة لا يمكنها لوحدها أن تتكفل بكل حاجات المجتمعات ومتطلباتها، دون الاعتماد على المبادرات التي يطلقها المواطنون العاديون، سواء في الظروف العادية أم في الظروف الاستثنائية.

المسؤولية المجتمعية

وتأتي وزارة التضامن الاجتماعى على رأس الجهات الحكومية التي تتولى مسؤولية مجتمعية كبيرة تجاه المصريين، فلن يقتصر دورها على تقديم الدعم النقدي للفقراء بل تتناول الفقر من منظور متعدد الأبعاد وليس مادي فقط، وتقديم الدعم للأشخاص الأولى بالرعاية، وللمؤسسات الخيرية التي لها دور ملموس على أرض الواقع، من خلال تقديم التمويلات والمساعدات اللازمة والتي تمكنها من الاستمرارية على أرض الواقع.

ونظرا للظروف الراهنة التي يمر بها العالم عامة ومصر خاصة من تفشي وباء كورونا ودخول سلالات جديدة التي تشير إلى أن الوضع القادم سيكون أسوأ من ماقبله، نهضت الوزارة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية لتقديم كل سبل الدعم للفئات الأولى بالرعاية، وتلبية الاحتياجات التي يقع على رأسها توفير الأدوية والمستلزمات الطبية للفقراء بالإضافة إلى توفير الأجهزة التعويضية لتوزيعها على ذوي الاحتياجات غير القادرين.

أزمة الدواء

وهناك الكثير من الفقراء يعانون من ارتفاع سعر الدواء وعدم قدرتهم المالية على شراء الدواء مما يؤدي إلى تدهور الصحة، لذا احتضنت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، مؤسسة الدواء للجميع الخيرية، وأولت الاهتمام لها، وخضعتها تحت إشرافها، لذا نرصد خلال السطور التالية أبرز المعلومات عن هذا الصرح الخيري الكيير، وكيف يمكن للفقراء الحصول على الأدوية والأوراق المطلوبة والآلية التي تسير عليها المؤسسة لوصول الدعم لمستحقيه، والأمان الكامل من صرف تلك الأدوية.

مؤسسة الدواء للجميع الخيرية

يقول الدكتور وليد شوقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدواء الخيرية، هناك كثير من المواطنين يعانون من وجود كميات كبيرة من الأدوية الزائدة عن الحاجة داخل بيوتهم بعضها لا تزال صلاحيته سارية، وبعضها منتهي الصلاحية، ما يجعل الكثيرين يجدون صعوبة في معرفة الطريقة الأسلم للتخلص من تلك الأدوية، ويقف البعض حائرا أمام هذه الكميات الكبيرة من الأدوية التي ما زالت صالحة للاستعمال، كيف يتصرف فيها، هل يرميها في سلال القمامة كما يفعل الكثيرون.. أم ماذا؟، ففكرة المؤسسة جاءت بسبب ذلك، مشيرا إلى أن حجم الأدوية التي تهدر سنويا في القمامة تقارب من مليار جنيه سنويا، وهناك فقراء في حاجة إلى كبسولة دواء، فالتبرع بها أولى من رميها في القمامة.

آليات العمل

وأوضح رئيس مؤسسة الدواء للجميع الخيرية، أن آليات العمل واستقبال الأدوية والمستلزمات الطبية المنزلية وفرزها وأساليب توزيعها على المرضى، تتم بنظام وذلك للتأكد من سلامة الدواء ووصوله للأشخاص التي في حاجة إليه بالفعل، فهناك 60 صندوق خاص لتبرعات الأدوية، بمختلف المناطق في محافظتي القاهرة والجيزة، ونسعى للانتشارفي باقي المحافظات لتعم الاستفادة.

مراحل استلام الأدوية وتوزيعها

وعن تواجد تلك الصناديق، قال رئيس المؤسسة أن تلك الصناديق متواجدة في النوادي والصيدليات والسوبرماركت، حيث يقوم مندوب المؤسسة بتجميع تلك الأدوية من الصناديق، وتوصيله للمؤسسة، والتي تعد بمثابة صرح لتقديم الدواء المجاني للمرضى المحتاجين، وهو أول مركز يتم في مصر بمنظومة علمية ومنظومة طبية متكاملة، حيث يتم دخول الدواء للمخزن وفرزه على 3 مراحل، المرحلة الأولى وهي الفرز من خلال متطوعين متدربين بالمؤسسة، التسجيل على الكمبيوتر، ثم العرض في صيدلية المؤسسة، وذلك للتأكد من سلامتها وإعادة توزيعها على المرضى المحتاجين مجانا بعد العرض على اللجنة الطبية، وذلك تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي.

الأوراق المطلوبة

وعن الأوراق المطلوبة لحصول الشخص المستهدف على الدواء لأول مرة هي: صورة بطاقة شخصية أو شهادة الميلاد، تقرير طبي حديث لا يزيد مدته عن ٦ أشهر، روشتة حديثة لاتزيد عن ٦ أشهر بالجرعات، بحث حالة اجتماعية من الشؤون الاجتماعية التابع لها المريض.

صرف الدواء

أما كيفية صرف الدواء، قال رئيس المؤسسة بأن الدواء يصرف بناء على الاسم العلمي والمادة الفعالة وبحسب احتياج المريض للدواء سواء كان أسبوعي أم شهري، ويتم تسليم الدواء بناء على مكالمة مسبقة من العاملين التابعين للمؤسسة لتحديد موعد الاستلام، وبمجرد مجيء الشخص لاستلام الأدوية يتم الحصول على شنطة الأدوية التي تم تجهيزها له، والتي تم إعدادها سابقا من فريق العمل التطوعي بالمؤسسة بناء على الروشتة الطبية المدرج بها تلك الأدوية.

إجراء بحث اجتماعي

وعن سبب إجراء المؤسسة بحث حالة اجتماعية، قال "شوقي" بحث الحالة الاجتماعية يتم للتأكد من عدم قدرة المريض على عدم دفع ثمن الدواء، فهناك متطوعون يفرزون الأدوية قبل توصيلها لكل المرضى بمنازلهم بالقاهرة وجميع المحافظات، وكذلك توزيعها من خلال القوافل الطبية المجانية الدائمة، والتي تنظمها الجمعية فى المناطق التى تفتقد للرعايات الطبية، في القرى والمحافظات.

وأضاف رئيس المؤسسة، قائلا: نعمل من أجل مساعدة الفقير و المسكين أولاً.. و البحث الاجتماعي يكون أوراق لضمان أحقية الحالة.. و كرامة المريض من أهم القيم التي تسعى أن تحافظ عليها..لذا فعملية البحث تتم بشكل جيد لايضع الشخص في موقف محرج أو تقلل من شأنه شيء، كما أنها تتم بسرية تامة".

المدة الزمنية

وفي ذات السياق، لفت رئيس مؤسسة الدواء الخيرية، أن مساعدات الأدوية التي في حاجة المريض لها، تصل إلى بشكل دائم وثابت سواء كان أسبوعية أو شهريًا، الأمر الذي يثبت أن هناك فريق عمل تطوعي كبير وإقبال كثيف من المصريين على التبرع، وأن هناك الكثير من الأدوية داخل البيت زائدة عن احتياجات الأشخاص، وهناك تأثير قوي تقوم به مثل هذه التبرعات فى الإنقاذ والمساعدة فى عمليات الإغاثة الطبية التي أصبحنا في حاجة لها الآن، وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة والتي أدت إلى غلاء أسعار الأدوية.

أدوية ممنوع التبرع بها

ومن جانبه، أوضح رئيس مؤسسة الدواء للجميع الخيرية، أن التبرع مرتبط بشروط فلن يتم قبول الأدوية المدرجة تحت قائمة الممنوعات والتي لا يسمح بصرفها إلا بروشتة طبية، ولا يتم التبرع بمال أو أدوية غير مستعملة، التبرع فقط بالأدوية المستعملة بدون علبة أو شريط ناقص، مشيرا إلى أن المؤسسة تقوم بتوفير العلاج للمرضي الفقراء والمساكين والمحتاجين من خلال وضع منظومة متكاملة للربط بين شركات الأدوية والصيدليات والمستحقين من المحتاجين من خلال المستشفيات الحكومية والجامعية وصيدليات الخير المختلفة.

طرق الحصول

وعن طرق التواصل للجمعية، أكد "شوقي" أن المتطوعين يقومون بجمع الأدوية من المنطقة السكنية التي يقطنون بها لتسليمها لمؤسسة الدواء، وأن طرق التواصل مع المؤسسة الخيرية يكون من خلال صفحة المؤسسة على موقع الفيسبوك أو من خلال التليفون على أرقام 01000193991و 01000341045.

التخلص من الأدوية

وعلى جانب آخر، قال أحد المتطوعين، الذي رفض ذكر اسمه، هناك كثير من الناس يتصرفون بعشوائية وبطريقة خاطئة في كيفية التخلص من الأدوية الزائدة، فهناك من يرميها داخل القمامة وهناك من يتركها في الجوامع، وبعض يرسلها إلى المستوصفات والمستشفيات والمراكز العلاجية والصيدليات، ولكن لعمليات النصب التي تتم من بعض الأشخاص تضطر تلك الجهات رفض استلام تلك الأدوية، وبذلك يلجأ الكثيرون لرمي أكياس الأدوية عند أبواب المستشفيات أو في الممرات ولن يستفيد أحد بها.

وتابع: قمت بالعمل التطوعي في كثير من الجمعيات الخيرية، وأوقات كثيرة وجدت أشخاص يقومون بوضع الأدوية مع الملابس وغيرها، ويرجع كل هذا نتيجة الجهل في كيفية التعامل مع هذه الأدوية، لذا لابد أن ننشر الوعي في كيفية التعامل مع الأدوية من طريقة الاستخدام والحفظ وأخذ الحاجة من الأدوية الضرورية فقط، والتبرع بما هو زائد للجمعيات الخيرية الموثوق بها والمرخصة من وزارة التضامن الاجتماعي.

وأوضح قائلا: يتم صرف الدواء لمن يحتاجه، ولا يكون ذلك بوصفة طبية، وإنما يكون من روشتة طبية صادرة من الجهات الحكومية أو الخاصة أو بأوراق طبية تثبت حاجة المريض لهذا الدواء، وفي حال عدم توفر الدواء يتم أخذ اسم المراجع ورقمه للتواصل معه عند توفير الدواء المطلوب، والاتصال به حال التوفير لكي يتم استلامه.

مؤسسة الدواء للجميع الخيرية

جدير بالذكر، أن مؤسسة الدواء للجميع الخيرية هي مؤسسة تم إنشاؤها منذ ٧ سنوات، ولكنها حظيت الفترة الأخيرة على اهتمام الكثيرين بها، وذاع سيطها من بين المؤسسات الأخرى، وهنا أيضا جمعيات أخرى تقوم بنفس الفكرة، يمكن لجميع المواطنين التبرع بالأدوية الفائضة لديهم، لأنها تمثل كنزا ثمينا لا بديل عنه لكل مريض أو أسرة فى حاجة إلى الرعاية.

تكافل وكرامة

وخلال الافتتاح، أشادت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي بمبادرات المؤسسة التي تركز على الصحة والفقر وجودة الحياة، وذكرت أن برنامج "تكافل وكرامة" التابع للوزارة وصل فيه عدد المسجلين ٣.٦ مليون اسرة ، ومن خلال قاعدة البيانات المتكاملة حول هذه الأسر، يمكن توفير الأدوية للحالات المرضية التي تستحق الرعاية.

وأكدت " القباج" عن دعمها لنشاط المؤسسة الذي يركز على المرضى غير القادرين، وترحيبها بتعزيز آفاق التعاون من خلال توفير أجهزة علاج السدة الرئوية للمؤسسة، فضلا عن المشاركة في حملات المؤسسة خلال عام ٢٠٢١ عبر جمعية الهلال الأحمر المصري والتي يمكن أن تساهم في توزيع الأدوية.

حكم التصدق بالأدوية الزائدة

ويعد التصدق بالأدوية الزائدة عن الحاجة من الأمور التي يثاب عليها صاحبها، وفقا لما قاله شوقي علام مفتي الديار المصرية، بأن التبرع بالأدوية الزائدة يدخل في باب الصدقات لأنه سينتفع به الناس، ولكن يجب أن يخضع لأهل الاختصاص ليكون وفق معاير الصيدلية، ولا بد أن يعرض الدواء الزائد على الحاجة على المقاييس العلمية في الصيدلية لمعرفة الصلاحية وغيرها من الأمور الخاصة بالدواء.

شروط إنشاء صيدلية خيرية

وتتمثل الشروط المتوافرة لإنشاء صيدلية مجانية في وجود بند مخزن طبي بجمعية خيرية بنفس المنطقه لتحتضن الصيدلية قانونيا، شرط صورة عقد إيجار لمدة لاتقل عن خمس سنوات باسم الجمعية المتبنية للصيدلية، شرط مساحة الصيدلية المجانية لاتقل عن 4×5 ، شرط متطوع لديه خبره بمجال الأدويه لا تقل عن أربع سنوات.

تم نسخ الرابط