بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

مفكر: على أمريكا وبريطانيا المساعدة في تشكيل "ناتو" عربي

بلدنا اليوم
كتب : مصطفى الخطيب

نشرت صحيفة عبرية، مقالا تحت عنوان "التنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، تناول المقال المنشور باللغة الإنجليزية تاريخ دعم الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للجماعات، والتنظيمات الإرهابية في عدد كبير من الدول من بينها العربية.

وقال المفكر حسن إسميك، إن شعوب المنطقة كانت تتوقع من أمريكا دعمَ ديمقراطية حقيقية تقودهم إلى برّ الأمان بعد عقود من الحروب والصراعات والدمار، مشيرا إلى أن أمريكا وأوروبا هم من يحملوا في أيديهم مفاتيح السلام وبناء الأمة الديمقراطية التي سيكون لها تأثير كبير على تعزيز قوتهما وأمنهما دون الاضطرار إلى خوض الحروب أو الاعتماد على الميليشيات التي لا تتحدث إلا لغة العنف والإقصاء.

ونوه إسميك، بأن أكبر دعم يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا للمنطقة إحياء الفكرة التي اقتُرحت لأول مرة في عام 2017: وهي إنشاء تحالف عربي في الشرق الأوسط يشمل دول مجلس التعاون الخليجي الستة (الإمارات، والسعودية، والكويت، والبحرين، وعُمان، وقطر) بالإضافة إلى مصر والأردن وكل الدول العربية الأخرى التي تهتم لمصالح بلدانها ومواطنيها، مهمته حماية الشعوب والشرائع السماوية من خطر التنظيمات الردكالية التي تريد العودة إلى زمن الخلافة.

وأشار إسميك، إلى أن القوات المشتركة لـ "الناتو العربي"، سيكون إلى جانب الدعم الأمريكي والأوروبي، الحل الأنجع لإنهاء دور الميليشيات المسلحة، ومن ثم السماح للعالم العربي بالتركيز على بناء وطنٍ آمنٍ لشعوبه كي تعيش في سلامٍ كاملٍ مع جميع جيرانهم.

وشدد على أننا نحن العرب رفضنا التنظيمات الردكالية؛ ورفضنا رهان أمريكا بأن هذه الحركات، والميليشيات المسلحة التابعة لها، يمكن أن تكون في يوم من الأيام حليفا بديلاً عن الأنظمة الاستبدادية القائمة؛ مبينا أنه قد ثبت ذلك بشكل قاطع خلال "الثورة الثانية" التي أطلقها التونسيون مع رئيسهم، قيس سعيد، ضد حكومة الإخوان المسلمين برئاسة راشد الغنوشي الذي حاول خداع العالم بأن حزبه كيان مدني غير مؤدلج دينيا؛في حين أن العكس هو الصحيح، فقد استخدم الإخوان الإسلام لإعلان الخلافة بعد أن عززوا أسسها واستولوا على الدولة، قائلا: "نشكر الله على فشل الإخوان في السيطرة على تونس كما فشلوا في السابق في مصر وليبيا والجزائر والمغرب والأردن ودول أخرى في المنطقة".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا ساعدتا الميليشيات المسلحة على الازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولذلك يمكنهما المساعدة في تشكيل ناتو عربي لهزيمتها؛ منوها بأنه حين غزت طالبان أفغانستان بيسر وسهولة تحت أنظار القوات الأمريكية والدولية، كان أحد الدروس المستفادة هو أن الحرب في المنطقة لم تعد تُشن بين دولة قومية وأخرى، بل بين الدول والجماعات المسلحة، أو الميليشيات التي لا تخضع لسلطة الدول ولا للقانون الدولي.

وذكر إسميك؛ أن إيران مسؤولة عن سلوك عدد كبير من الجماعات المسلحة، في العديد من الدول العربية، تأتمر بأوامر ضباط "فيلق القدس" الإيراني بشكل مباشر، والذي يمثل ذراع الحرب غير التقليدية بقيادة المخابرات العسكرية التابعة للحرس الثوري الإسلامي الذي تخضع له الميليشيات المتحالفة مع إيران في الخارج.

وبحسب التقارير الاستخباراتية الأمريكية، تشمل هذه الميليشيات الحشد الشعبي لكتائب حزب الله، وكتائب الإمام علي، وكتائب سيد الشهداء، وعصائب أهل الحق في العراق، وأنصار الله (الحوثيون) في اليمن، وحزب الله في لبنان، ولواء فاطميون في سورية، وغيرها الكثير.

وأكد إسميك، أن هذه جميعها أمثلة قليلة على التنظيمات المسلحة التابعة لإيران، والأخطر من ذلك أن قادة هذه التنظيمات أنفسهم، يتحولون مع مرور الوقت من أعضاء عصابات إلى سياسيين رجال دولة، فيسيطرون على القرارات الوطنية المتعلقة فيمن هو الصديق ومن هو العدو، بل وفي كثيرٍ من الحالات يكون لهم قرار الحرب أو السلام.

استطرد: وقد أدت سيطرة إيران على هذه الجماعات، والقوة التي اكتسبتها من خلال الاستخدام المكثف لتلك السيطرة، دوراً حاسماً في تشكيل علاقاتها الدولية؛ فمنذ أن تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه، أعادت طهران فتح القنوات الدبلوماسية مع كل من واشنطن والرياض. وببساطة، أصبح النجاح المتزايد والخطير الذي تحققه هذه الجماعات المسلحة من غير الدول هو الأساس الذي سيتحدد بناء عليه مستقبل العالم بأسره.

وأوضح أن تورط الغرب مع الجماعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدأ منذ العام 1928، وذلك عندما تبرعت بريطانيا بمبلغ 500 جنيه استرليني لحسن البنا بعد وقت قصير من قيام المعلم المصري بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين. ثم توسعت الجماعة بصورة مطّردة في خمسينيات القرن العشرين عندما دعم الغرب عموماً، والمخابرات الأمريكية والبريطانية بشكل خاص، جماعة الإخوان في مصر باعتبارها قوة معادلة للتيار القومي بقيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

وأكد أن تنظيم القاعدة في أفغانستان، يقدم ثاني أوضح تطور لولادة الجماعات المسلحة من غير الدول كما نعرفها اليوم. إذ أنه ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وطوال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، كانت الولايات المتحدة حريصة على ترسيخ نفسها كزعيم مهيمن في الشؤون العالمية، ووجدت في الصراع المستمر في الثمانينيات بين مجموعة من الأفغان المدعومين من السوفييت والجماعات الجهادية الإسلامية في أفغانستان أرضا خصبة لإدارة هيمنتها. وعندما قررت الولايات المتحدة، بناءً على معلومات استخباراتية باكستانية، دعم الجماعات الجهادية سراً من خلال تزوديها بأسلحة تبلغ قيمتها ملياري دولار (مفترضة بذلك تجنب تكرار تجربتها الفاشلة في فيتنام)، ارتكبت واشنطن واحداً من أكبر الأخطاء في تاريخها.

تم نسخ الرابط