عميد أ ح / هانى فضه يكتب / الشباب ومواجهة الصعاب

الخميس 29 نوفمبر 2018 | 11:35 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

يعتبر الشباب عماد الأمة ومستقبلها بمختلف طوائفه فبعزيمته تنهض الأمم وترتقى الشعوب كما عهدناه دائما ولعلنا اليوم نرى حالة غير مسبوقة من تراجع مستوى قوة أمتنا نتيجة العديد من الإعتبارات المؤثرة على شبابنا فى ظل تراجع الإهتمام بهم على المستوى المجتمعى الأمر الذى أسفر عن تمكن وسائل التواصل الإجتماعى بمختلف أنواعها بهم حتى أصبحت المسيطر الوحيد عليهم وعلى أفكارهم مما أدى الوقت التراجع الفكرى وسيطرة الفكر الغربى على عقولهم وعاداتهم وتقاليدهم فضلاً عن الإتجاه للتخلى عن الهوية والقيم والمبادئ المصرية والدينية لدى بعض الشباب الأمر الذى برز من خلال إتجاه بعض من الشباب من الجنسين للمطالبة بـ [ إتجاه الشباب للإدمان بدعوى النسيان أو الهروب من الواقع الذى يعيشونه – مطالبة بعض الشباب الجهات القانونية للحصول على الموافقة على الزواج المثلى تحت شعار المطالبة بالحرية بما يخالف المبادئ والعادات والتقاليد والأعراف والقيم الدينية بكافة الأديان - الهجرة الشرعية / الهجرة غير الشرعية لبعض الدول الغربية " الولايات المتحدة الأمريكية – كندا – بعض الدول الأوروبية " ] فضلا" عن إنشار ظاهرة الإلحاد بين بعض الشباب المسلم وإنضمام البعض الأخر إلى التنظيمات / الجماعات الإرهابية بدعوى نصرة الدين الإسلامى .. الأمر الذى يفرض علينا ضرورة البحث عن الأسباب التى أسفرت عن تلك التوجهات والأفكار من خلال الحلقات الآتية [ الحلقة الأولى – التفكك الأسرى / الخلافات بين الأبوين / التشاجر أمام الأبناء – والذى يعد نقطة الإنطلاق الأساسية للإصابة بالعديد من الأمراض النفسية التى تصيب أبنائنا وتلقى بهم إلى الهاوية – الحلقة الثانية - تراجع الثقافة الدينية / يكتسب الفرد الثقافة والتقاليد والمبادئ والقيم الدينية منذ نشأته من خلال الأسرة التى نشأ بداخلها حيث يأتى دور الأسرة فى تنمية المبادئ والقيم الدينية لديه ولكن فى ظل إنشغال الوالدين بكسب المال لمواكبة الحياة المعيشية ولتحقيق أهدافهم يفقدهم القدرة على متابعة سلوك أبنائهم وتوجيههم نحو الإتجاه الصحيح هذا من جانب ومن جانب أخر يأتى دور المدرسة فالإهمال التربوى نتيجة محدودية قدرات المعلم على كسب ثقة طلابه أفقد الثقة بين الطرفين بالإضافة إلى عدم التركيز على مادة التربية الدينية داخل المدارس أفقدهم القدرة على معرفة المبادئ والقيم الدينية / الثقافة الدينية المكتسبة – الحلقة الثالثة - وسائل التواصل الإجتماعى / حيث يعد التوظيف الخاطئ لتكنولوجيا المعلومات " الإنترنت " تأتى نتيجة المحاولات المتعددة للمجتمعات الغربية لإختراق مجتمعنا فكريا "تنفيذ حروب الجيل الرابع التى يتضمن محتواها دمر نفسك بنفسك" مع عدم الرقابة الأسرية للفرد ومتابعة سلوكة وتغير توجهاته وأفكارة فضلاً عن تعدد الصداقات مع أفراد من دول أجنبية الذين بدورهم يغذون أفكار أجيالنا بالأفكار الغريبة الخاطئة التى تنافى القيم والمبادئ والعادات التى نشأنا عليها – الحلقة الرابعة – تراجع الحالة الاقتصادية / تعد أحد أهم الركائز الرئيسية فى إتجاه البعض للهجرة الشرعية / الغير شرعية وفقدان الهوية لما يواجهونه من مصاعب لتلبية إحتاجاتهم المادية مع الإدراك بما سيواجهونه من مصاعب خلال القيام بتلك المخاطر من جانب وإتجاه البعض الأخر للإنضمام إلى الجماعات / التنظيمات الإرهابية لكسب المال فى ظل تمويل بعض الدول لتلك المنظمات " بهدف إسقاط الأنظمة الحاكمة ونشر حالة من الفوضى بالبلاد " ] من خلال دراسة الحلقات الأربعة نجد أن أهمها الأسرة التى بإهمالها لأبنائها أسفرت عن تغير السلوك والتوجهات كما تعد نقطة الإرتكاز التى إذا تمكنا من معالجتها يمكننا من إعادة توظيف توجهات وسلوك الفرد داخل الأسرة والمجتمع إلى الإتجاه الصحيح للحفاظ على هويتة ... مع ضرورة تكاتف أجهزة الدولة وخاصة وسائل الإعلام لنشر الوعى الثقافى والمجتمعى وتوعية الأسرة بمخاطر وتداعيات تجاهل واجباتهم تجاه أبنائهم وبما يحافظ على ثقافة المجتمع والقيم والمبادى الدينية الراقية .

عميد أ ح / هانى محمد فضه