بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

في ليلة الإسراء والمعراج.. أسرارًا تعرفها لأول مرة

بلدنا اليوم
كتب : غدير خالد

ليلة الإسراء والمعراج، ليلة استقبل فيها سيدنا عيسى عليه السلام، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قائلًا: "مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح"، ويقول الله تعالى في سورة العنكبوت بالآية السادسة والأربعين: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ".كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا فُتِحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، لذلك فهم لديهم شأن خاص ومنزلة متميزة، فقد أوصى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصية خاصة، يعيها عقل كل مسلم ويضعها في قلبه، واليوم يكون قد مر على تلك الليلة 1396 عامًا، ومازال المسلمون متمسكين بوصايا النبي، لكن هناك من يتربص للوقيعة بين المسلمين والأقباط.فاليوم السبت 26 رجب 1438 هـ، يوافق ليلة الإسراء والمعراج، التي جاءت بمثابة عون وتثبيت للنبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- بعد عام الحزن الذي مر فيه بعدة محن وشدائد حين ماتت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- التي كانت تسانده وتخفف عنه، كما توفى عمه أيضا أبو طالب، بالإضافة إلى الأذى الكبير الذي كان يتعرض إليه من قريش، وقد فرضت في هذه الليلة الصلاة، فقد كانت خمسين صلاة، إلا أن سيدنا موسى ظل يقنع النبي في كل مره أنها كثيرة على أمته، وكان سيدنا محمد يعود ويناجي الله عز وجل ليخففها حتى وصلت إلى خمس صلوات في اليوم والليلة وتعادل في أجرها خمسين صلاة، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلّم أن سيدنا موسى بكى عندما جاوزه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم لأنه يرى أن عدد اللذين يدخلون الجنة من أمة سيدنا محمد أكبر ممن سيدخلون الجنة من أمته وهو الأكبر.{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، تقدمت هذه الآية سورة الإسراء، لتفسر الرحلة الأرضية التي تمت بقدرة الله حيث قام بها النبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بسرعة تتجاوز خيال البشر وقياساتهم المألوفة، وفي سورة النجم من (آية 13 إلى 18): {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ}. تحدثت تلك الآيات عن المعراج، لتختص بذكر الرحلة السماوية والارتفاع من عالم الأرض إلى عالم السماء وسدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام.جرت تلك المعجزة في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر، حينما نَقَل الله تعالى في رحلة سماوية رسوله محمد بجسده من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السموات العلا، وعندما وَصَل إلى السماء الأولى، طرق جبريل عليه السلام الباب فرد المُجيب: من؟ فأجاب: جبريل عليه السلام، فسأل المُجيب: من معك؟ قال جبريل عليه السلام: محمد؟ فسأل المُجيب: وقد أرسل إليه؟ فقال جبريل عليه السلام: نعم، فرد المجيب: مرحبًا به فنِعم المجيء جاء، وفتح باب السَّماء الأولى، وقد حصل هذا الحِوار عند أبوب السَّماء الأخرى.وقد رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم في السَّماء الأولى سيدنا آدم عليه السلام، ثم في السَّماء الثانيّة يحيى وعيسى عليهما السلام، وفي الثالثة سيدنا يوسف عليه السلام، والرابعة كان بها سيدنا إدريس عليه السلام، أما السَّماء الخامسة فكان فيها سيدنا هارون عليه السلام، ثم السَّماء السادِسة التي بها سيدنا موسى عليه السلام، وفي السماء السابعة كان سيدنا إبراهيم عليه السلام، ثم عاد به إلى بيت المقدس، ثم أخيرًا إلى مكة، كل ذلك في جزء يسير من الليل، بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق.فكانت هذه هي الليلة التي التقى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بأغلب الأنبياء، في سلام وتسامح، فلم يذكر في أي دين أنه كان يحمل كراهية أو بغضاء للآخر، فالأديان جميعها متسامحة، متفقة على إله واحد، متشابهة في القيم الأخلاقية، وعلينا أن نتذكر ذلك في مثل تلك الذكرى لهذه الليلة المباركة خاصةً، وفي كل حين على وجه العموم.

تم نسخ الرابط