بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

من الفصول إلى المصانع.. القصة الكاملة لنهضة التعليم الفني في مصر 2025

التعليم الفني
التعليم الفني

يشهد التعليم الفني في مصر نهضة ملحوظة ضمن رؤية الدولة 2030، حيث تسعى الحكومة إلى تحويل هذا القطاع إلى ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية من خلال إعداد كوادر مؤهلة تلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.

ويأتي ذلك في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى إصلاح وتطوير التعليم الفني، مع التركيز على الشراكات مع القطاع الخاص، تحديث المناهج، وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية، وفي هذا التقرير، نستعرض آخر مستجدات التعليم الفني في مصر لعام 2024/2025، مع إلقاء الضوء على الإنجازات، التحديات، والخطوات المستقبلية.

إنجازات بارزة في التعليم الفني لعام 2024

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن تحقيق تقدم كبير في قطاع التعليم الفني خلال العام الدراسي 2023/2024، حيث بلغ إجمالي عدد المدارس الفنية 3386 مدرسة، تضم تخصصات صناعية، زراعية، تجارية، وفندقية، بإجمالي أكثر من مليوني طالب.

تطوير المناهج ومنهجية الجدارات

تم تطبيق منهجية الجدارات في 2128 مدرسة فنية، مع استحداث وتطوير 131 برنامجًا وتخصصًا جديدًا يتماشى مع متطلبات سوق العمل، حيث تركز هذه المناهج على المهارات العملية والتكنولوجية، مما يضمن تأهيل الطلاب للمنافسة في الأسواق المحلية والدولية.

تدريب المعلمين

شملت خطة التطوير تدريب 37,135 معلمًا عبر برامج متخصصة، منها 122 معلمًا في برنامج "تدريب المدربين"، و886 معلمًا على المنهج التربوي، و19,140 معلمًا على منهجية الجدارات والتقييم، كما تم إنشاء أكاديمية لتأهيل المعلمين وفق المعايير الدولية.

شراكات مع القطاع الخاص

عقدت الوزارة 77 شراكة مع القطاع الخاص لدعم التعليم والتدريب، مما ساهم في إنشاء مدارس تكنولوجيا تطبيقية مثل مدرسة "أكاديمية الفنون" بالجيزة التي تقدم تخصصات فريدة كتكنولوجيا الإضاءة والصوت، ومدرسة "الشهيد أحمد حامد تعل" بالتعاون مع شركة أمريكانا ومؤسسة مصر الخير لتأهيل فنيي تشغيل المطاعم.

مدارس التكنولوجيا التطبيقية

وصل عدد المدارس التكنولوجية التطبيقية إلى 38 مدرسة، مع خطة للوصول إلى 100 مدرسة بحلول 2030، تستوعب 130 ألف طالب، حيث تعتمد هذه المدارس على نظام تعليمي مزدوج يجمع بين التعليم النظري والتدريب العملي بالتعاون مع القطاع الخاص، مما يضمن فرص عمل فور التخرج.

مراكز التميز

تم افتتاح مركزين للتميز في القاهرة والقليوبية، مع خطط لإنشاء مراكز جديدة في المنيا وأسوان متخصصة في الطاقة المستدامة، لتعزيز التدريب العملي وتأهيل الطلاب للصناعات الحديثة.

تحسين البنية التحتية

تم تحسين البنية التكنولوجية في 700 مدرسة فنية، مع تخصيص 0.95 مليار جنيه لتطوير 3016 فصلًا دراسيًا ضمن خطة الهيئة العامة للأبنية التعليمية.

مبادرة "مدرسة لكل مصنع"

تبنت وزارة التربية والتعليم مشروعًا قوميًا تحت شعار "مدرسة لكل مصنع"، يهدف إلى إنشاء 200 مدرسة تكنولوجية متخصصة تخدم الصناعات المختلفة.

يعتمد المشروع على نقل التجارب الألمانية والكورية في التعليم الفني، حيث يتم إلحاق المدارس بالمصانع الكبرى لتدريب الطلاب عمليًا، مما يوفر المواد الخام ويقلل التكاليف على الوزارة.

تحديات تواجه التعليم الفني

على الرغم من الإنجازات، لا يزال التعليم الفني في مصر يواجه تحديات، منها ضعف الربط مع سوق العمل، وكذلك بعض المناهج لا تزال لا تتماشى تمامًا مع احتياجات الصناعات الحديثة.

ونقص الموارد محدودية التمويل والمعامل في بعض المدارس تعيق التدريب العملي، وهناك نقص في نسبة المعلمين المؤهلين تربويًا وفنيًا لا تزال دون المستوى المطلوب في بعض المدارس.

ويعاني التعليم الفني من صورة نمطية سلبية، مما يدفع بعض الطلاب للالتحاق به مجبرين بسبب درجاتهم المنخفضة في الإعدادية.

آراء الخبراء والمجتمع

من جانبه، أوضح الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التعليم سابقًا، أن ترتيب التعليم الفني المصري تحسن عالميًا من المركز 113 في 2017 إلى 80 في 2020 من بين 138 دولة، مما يعكس نجاح الإصلاحات.

خطوات المستقبل

تستهدف الوزارة مواصلة التوسع في المدارس التكنولوجية التطبيقية، وإنشاء مراكز تميز جديدة، مع تعزيز التدريب المستمر للمعلمين. كما تسعى إلى تغيير النظرة المجتمعية من خلال حملات توعية تبرز أهمية التعليم الفني، وتسهيل التحاق خريجيه بالجامعات التكنولوجية لاستكمال تعليمهم.

يمثل التعليم الفني في مصر بوابة لتحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات سوق العمل، ومع استمرار الإصلاحات والشراكات مع القطاع الخاص، تتجه مصر نحو بناء جيل من الفنيين المهرة القادرين على قيادة الصناعة المحلية والمنافسة عالميًا، ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو التغلب على العوائق المجتمعية واللوجستية لضمان جودة تعليمية شاملة، فهل ستتمكن مصر من تحقيق طموحاتها في جعل التعليم الفني مفتاحًا للنهضة الاقتصادية؟
 

تم نسخ الرابط