استشاري القلب: مستقبل الجراحات الدقيقة يرتبط بتقنيات الذكاء الاصطناعي
أحمد السواح: الذكاء الاصطناعي قد يغير مستقبل علاج القلب

قال الدكتور أحمد السواح، استشاري القلب والقسطرة، إن الذكاء الاصطناعي سيشكل نقلة نوعية في مجال القلب، مشيرًا إلى أن هذه التقنية لن تقلل من دور طبيب القلب بل ستضيف له تحديات وفرصًا جديدة في إجراء الجراحات الدقيقة وتحليل بيانات المرضى بسرعة وكفاءة أعلى.
وفي مداخلة هاتفية مع برنامج «قلبك مع جمال شعبان»، أوضح السواح أن الطبيب الذي لا يتبنّى استخدام الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة، سيجد نفسه متأخرًا عن زملائه في تقديم الرعاية المثلى للمرضى.
وأشار إلى أن سرعة ودقة التحاليل التي يوفرها الذكاء الاصطناعي تساعد على اكتشاف الحالات الحرجة مبكرًا، مما يقلل من المخاطر ويحسن النتائج السريرية.
من أبرز فوائد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تشخيص أمراض القلب:
تسريع عمليات الإيكو
كان الطبيب يستغرق ساعات لإجراء قراءة شاملة لتصوير القلب بالإيكو، بينما أصبحت الأنظمة الذكية قادرة على إنجاز العملية في دقائق معدودة مع تحليل دقيق للصور واستخراج مقاييس وظيفية أساسية دون أخطاء بشرية.
تحسين دقة التشخيص
تعتمد خوارزميات التعلم العميق على تحليل آلاف الصور والبيانات السريرية، مما يساهم في اكتشاف مؤشرات مبكرة لأمراض القلب قبل ظهور الأعراض بوقت طويل، ويساعد في إجراء تدخلات وقائية.
دعم القرارات العلاجية
يوفر الذكاء الاصطناعي توصيات مبنية على بيانات ضخمة (Big Data) ودراسات سريرية، مما يساعد الأطباء على اختيار أفضل مسار علاجي لمريض معين اعتمادًا على الخصائص الفردية لكل حالة.
وعلى الرغم من المزايا الكبيرة، نبه استشاري القلب إلى أن التقنية لا تسمح بالاعتماد الكلي على الآلات. فالجانب الإنساني من التواصل مع المريض وفهم ظروفه النفسية والاجتماعية لا يزال دورًا لا يمكن للتقنية استبداله.
ولذا، يدعو السواح إلى تدريب الأطباء على استخدام هذه الأدوات بالشكل الأمثل مع الحفاظ على العنصر البشري في التشخيص والعلاج.
كما حثّ الأطباء الشباب على دفع قدراتهم التعليمية نحو التعرّف على مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلم أساسيات البرمجة والبيانات، لأن من يتقن هذه المهارات سيصبح الأكثر طلبًا في سوق الرعاية الصحية العالمي.
وفي الختام، يعتقد الدكتور أحمد السواح أن السنوات القادمة ستشهد تعاونًا وثيقًا بين الإنسان والآلة، بحيث تصبح العمليات الجراحية أقل تدخّلاً وأكثر دقة، وتُتاح للمرضى فرص شفاء أعلى، وبالتالي، يتحول طبيب القلب من منفذ للتشخيص التقليدي إلى «مُحرك للتغيير» باستخدام أحدث التقنيات الذكية.