بعد ماراثون الامتحانات.. كيف يقضي طلاب الثانوية العامة إجازتهم الصيفية بالمنوفية؟

أسدل الستار أخيرًا عن ماراثون الثانوية العامة، وانتهت أيام الضغط النفسي والسهر والمراجعات المتواصلة، ليبدأ طلاب محافظة المنوفية في البحث عن مساحة للراحة، وتعويض ما فاتهم من أوقات اجتماعية وترفيهية خلال شهور المذاكرة والامتحانات، وفي الوقت الذي يختلف فيه طلاب المدن عن أبناء القرى، تبقى الإجازة الصيفية بالنسبة لطلاب الثانوية العامة فرصة ذهبية لاستعادة الهدوء النفسي، وممارسة هواياتهم، والاحتفال بانتهاء أهم مرحلة دراسية في حياتهم.
جلسات أصدقاء وسهرات حتى الفجر
في مراكز أشمون، تلا، الباجور، والشهداء، يتجمع طلاب الثانوية العامة بعد انتهاء الامتحانات، في جلسات سمر على المقاهي الشعبية، وعلى أطراف الترع والمصاطب القديمة، يقول محمد سامي 18 عامًا، من قرية سنتريس:" بقالي شهرين مخرجتش من البيت، دلوقتي كل يوم مع أصحابي، بنقعد نحكي عن الامتحانات والمستقبل، ونسهر لحد الفجر"، وعلى المقاهي، تعلو أصوات مباريات البلايستيشن والدومينو، بينما ينتشر الطلاب على الكورنيش النهري في شبين الكوم، يتبادلون النكات والضحكات، وكأنهم يستردون ما خطفته الامتحانات من أعمارهم.
رحلات اليوم الواحد على الترع والغيطان
بعيدًا عن أجواء الكافيهات، يفضل الكثير من طلاب القرى الخروج إلى الأراضي الزراعية، والجلوس على شاطئ الترع والبحيرات الصغيرة، بحثًا عن نسمة هواء صيفية، يقول كريم عبد الحفيظ 17 عامًا ، من قرية ساقية أبو شعرة: " بنروح على الغيط، نعمل أكلة كشري أو مشويات على النار، ونلعب كورة لحد المغرب، ده يوم بنستناه من قبل ما الامتحانات تخلص"، وتنظم مجموعات من الطلاب رحلات "يوم واحد" إلى مصايف رأس البر، جمصة، والعين السخنة، أو لزيارة المعالم الأثرية بالمحافظة، هروبًا من أجواء القرى الساخنة.
التحاق بالدورات والورش التدريبية
في شبين الكوم وبعض المراكز الكبرى، بدأ بعض الطلاب في الالتحاق بدورات اللغات، وتعلم الحاسب الآلي، والتنمية البشرية، استعدادًا لما بعد الثانوية، يقول أحمد لطفي 18 عامًا :"مفيش مانع أخرج وأفرفش، لكن برضه لازم أجهز نفسي لو هطلع على كلية أو معهد، فاشتركت في دورة ICDL وكورس إنجليزي"، كما تتجه الطالبات لحضور ورش أعمال يدوية، وتعلم الطهي والخياطة، وتنظيم معارض مصغرة للأعمال اليدوية في القرى.
مساعدة الأهل والعمل المؤقت
في بعض الأسر، يستغل الطلاب الإجازة في العمل مع أسرهم في المزارع أو ورش النجارة والحدادة، أو في أعمال التوصيل داخل القرى، يقول عبد الرحمن سيد 18 عامًا : " أبويا عنده ورشة نجارة، بشتغل معاه طول الصيف لحد ما نتيجة التنسيق تطلع. بنوفر مصاريف، وبتعلم صنعة، وفي قرى مركز تلا، يساعد الطلاب أسرهم في مواسم جني الذرة والقطن، وأعمال الحصاد، خاصة أن بعضهم يعول أسرة ولا يملك رفاهية الإجازة.
جلسات عائلية وقراءة القرآن
في المساء، تتحول الجلسات العائلية إلى مساحة للتقارب بعد شهور من الغياب عن التجمعات، تقول مروة أحمد 18 عامًا من قرية العراقية : " رجعت أقعد مع أهلي، وبقيت أروح أزور جدتي بعد المغرب، ونقعد نقرأ قرآن مع بعض، ونسمع الأغاني القديمة."
كلمة أخيرة.. بين راحة مستحقة وحلم مؤجل
هكذا يقضي طلاب الثانوية العامة بالمنوفية أيام الإجازة بعد عام دراسي شاق، بين سهر مع الأصدقاء، ورحلات يومية، وعمل مع الأهل، أو التحاق بدورات تدريبية، تحاول كل أسرة تعويض أبنائها عن شهور التوتر والضغط النفسي، بينما يترقب الجميع لحظة إعلان النتيجة، وبداية رحلة جديدة مع التنسيق والقبول الجامعي.