بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

من ذاكرة التاريخ.. مصر توقف بث الإذاعات الفلسطينية بعد قبول مبادرة روجرز.. إيه الحكاية؟

الرئيس جمال عبدالناصر
الرئيس جمال عبدالناصر - صورة أرشيفية

في مثل هذا اليوم 28 يوليو من عام 1970، اتخذت الدولة المصرية قرارا استثنائيا بوقف بث الإذاعات الفلسطينية التي تبث من القاهرة، وذلك على خلفية تصعيد في لهجتها تجاه مصر عقب قبولها بمبادرة روجرز الأمريكية.

 

 

جاء القرار في أعقاب رسالة عاجلة التقطتها الأجهزة المعنية من قيادة حركة "فتح" إلى مسؤولي الإذاعة الفلسطينية في القاهرة، تضمنت توجيها واضحا بالتصعيد الإعلامي ورفض أي تسوية سياسية، واعتبرت وقف القتال مع العدو الصهيوني "بداية قتال جديد ضد المقاومة الفلسطينية منفردة".

 

 

 رسالة "فتح" تثير القلق

 

 

ونُقلت الرسالة عبر شبكة الاستماع، وصلت إلى الرئيس جمال عبد الناصر خلال اجتماع كان مخصصا لمتابعة حملة الانتقادات التي تشنها الإذاعات الفلسطينية، والتي كانت تبث عبر موجات الإذاعة المصرية.

 

 

 وأثارت تلك الرسالة صدمة لدى القيادة السياسية، لما حملته من لهجة حادة وهجوم مباشر على السياسة المصرية، لا سيما بعد قبولها مبادرة روجرز الهادفة إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل كتمهيد لحل سياسي.

 

 عبد الناصر منح الفرص

وكشف الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، في مقاله الشهير بـ"بصراحة" المنشور في جريدة الأهرام بتاريخ 25 ديسمبر 1970، كواليس هذا القرار، موضحاً  أن عبد الناصر لم يتعجل في اتخاذ موقف ضد الإذاعات، بل أرسل موفدا خاصا إلى المقاومة الفلسطينية، ليشرح موقف مصر من المبادرة، مؤكدا لهم أن رفضهم لمبادرة روجرز أمر مقبول، لكن المطلوب هو تكثيف العمليات خلال وقف إطلاق النار المؤقت، وأن مفتاح أي تحرك سياسي أو عسكري هو الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة.

 

 

نشر بيان رسمي في صحيفة "الأهرام" بتاريخ 29 يوليو 1970، أكد أن القرار جاء على خلفية الموقف المتشنج لبعض الفصائل الفلسطينية تجاه المبادرة الأمريكية، رغم شرح مصر لوجهة نظرها بكل الوسائل، وتقديمها ضمانات وتوضيحات مباشرة للفصائل الفلسطينية.

 

 موقف مبدئي

 

 

 ورغم حدة الخلاف، لم تتخلي مصر عن دعمها المبدئي للمقاومة الفلسطينية، فجاء في ختام البيان المصري ما يعكس هذا الموقف الثابت:
"إن الجمهورية العربية المتحدة ما زالت تعتبر أن حركة المقاومة الفلسطينية في جوهرها أنبل الظواهر التي أفرزتها الأمة العربية كرد فعل لهزيمة 1967."

 

  عبد الناصر كان حزينا وليس غاضبا

 

 

 ختم هيكل روايته بتأكيد أن عبد الناصر لم يكن غاضبا بقدر ما كان حزينا، إذ كان هو من أصر على تخصيص إذاعة وصحيفة لحركة فتح، مؤمنا بأن ذلك سيعزز من حضورها في معركة التحرير، لكنه فوجئ بأن المزايدات والانقسامات داخل اللجنة المركزية بددت هذا الدعم.

 

تم نسخ الرابط