أحمد خليفة يكتب: الإرث الاستعمارى وثقافة العبيد من النخب

منذ بدايات الحقبة الاستعمارية فى العصر الحديث وعلى مدى قرنين كاملين واكثر وحتى الآن فى وقتنا الحالى والذى كان من نتائجه ما تعانى بسببة شعوب الأرض من آثار هذا الاستعمار اقتصاديا سياسيا وثقافيا وامنيا بعد أن كان فى السابق كوضع مادى على الأرض مازالت آثارة موجودة فى خرائط سياسية مصنوعة للجغرافيا السياسية للدول ومناطق نفوذ للمستعمر القديم الجديد بالورثة الجدد من النخب المصطنعة المرتبطة بحبل العبودية السرى للمستعمر القديم وذلك باللغة وكذلك فى الطعام والملبس والثقافة بكافة اشكالها وفى المقابل استبعاد ومحاولة نسيان كل ماله صلة بالثقافة المحلية وعدم التمسك بها وتطويرها والنظرة الدوليه لها والتشبه بالمستعمر حتى بسلوك الحياة اليومى والارتباط بعادات الشعوب التى قهرت شعوبنا ، واستنراف تلك الشعوب واستمرار السيطرة والهيمنة
ونجد أن أهم هؤلاء المستعمرين هم الاوربيين وابرزهم إنجلترا التى كان لها نصيب الأسد واحتلت اراضى نصف الكوكب وقيل عنها الامبراطورية التى لاتغيب عنها الشمس فى قارات العالم كلها آسيا وافريقيا وأمريكا الوسطى وأمريكا اللاتينية وكذلك فرنسا فعلت الشيئ نفسه واسبانيا والبرتغال وبلجيكا وهولندا وهى دول صغيرة الحجم والتى احتلتها ألمانيا الاستعمارية أيضا خلال الحرب العالمية الثانية فى ساعات وأيام، ثم اخيرا الولايات المتحدة الأمريكية والوريث الاخير للاسنعمار الاوربى القديم والذى مازال له نفوذ استعمارى بالهيمنة الاقتصادية والامنية والثقافية وهى الأخطر عن طريق تلك الجيوب من الاتباع والنخب المصنعة التى لاتعبر فى حقيقة الأمر عن أصالة الشعوب المحتلة صاحبة الحضارات القديمة والتاريخ الكبير والذى يراد التقليل من شأنه أمام قوة ونفوذ المستعمرين سواء قديما أو فى وقتنا الحالى ووصل الحال ببعض هذه النخب وحدث بالفعل أن تتمنى عودة السادة المستعمرين مرة أخرى إلى بلادهم فمثلا حين قامت الولايات المتحدة بإحتلال العراق عام ٢٠٠٣ لم تأمن الا إلى النخب العراقية الا الصناعة الأمريكية ممن تشبعوا فى الثقافة الأمريكية تعليما وفكرا ومعيشة وسمحت لهم بأن يقوموا بإدارة البلاد تحت اشرافهم وان يكونوا عبيدا لهم وسادة على شعوبهم ومنهم أيضا الرئيس الافغانى الأسبق حامد قرضاى ومنهم العشرات والمئات من الاسماء فى السياسة والثقافة والفنون والآداب ومازالو من المنبهرين بالمستعمر ونجد هناك حالات الاستعمار الفرنسى والاسبانى والبرتغالى لم يحتل أرضا فقط بل ترك شعوب كاملة تتحدث لغته وتتشبه النخب فيه بشكل كامل مع مستعمريها ، وهناك استعمار أنهى تماما وقام بإبادة الشعوب المحتلة الا من استطاع منهم النجاة بانفسهم واصبحوا يعيشون فى محميات طبيعية وذلك فى أميركا الشمالية وأستراليا ونيوزلندا ،حيث قضى المستعمر الاوربى واباد شعوب كاملة وفى المنطقة العربية أو مايطلق عليها سياسيا الشرق الأوسط بإضافة إيران وتركيا خلق الاستعمار الاوربى ومعه الوريث الامريكى خلق كيان استعمارى بفكر إحلال الشعوب والابادة والتهجير للشعب الفلسطيني حتى يكون السيد فى هذه المنطقة والتحكم فى المنطقة وشعوبها ، وفشلت الشعوب المحتلة فى تكون نخب لها إلا النذر اليسير وفى محاولات قليلة فى تكون طبقة قوية من النخب الوطنية التى تقود المجتمعات لإيجاد حلول خاصة ومبتكرة لحل ازماتها فى الاعتماد على الغرب فى كل شيئ من تكنولوجيا وصناعة وابتكار وعلوم وثقافة وفنون وإنتاج ابداعها الخاص بها والذى يمكن تصديره للخارج كميزة وفخر انسانى ووطنى محلى يحتاجة العالم ، وفشلت أيضا فى توجيه جهودها نحو تحقيق الثراء المادى الذى يسبق ويكون نتيجة ايضا لغزارة انتاجها على كافة المستويات وكافة المجالات لخلق نهضة علمية وثقافية