نائب «الشيوخ» عن مطروح: أدعم القيادة السياسية.. ومصر ثابتة في دعم القضية الفلسطينية (حوار)
في أجواء انتخابية شهدت تنافسًا قويًا وحضورًا جماهيريًا لافتًا، نجح النائب أحمد جمعة بدر نوح الشهير بـ"حمادة قدورة العبيدي في الفوز بعضوية مجلس الشيوخ المصري عن محافظة مطروح ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر، حاملاً معه رسالة دعم واضحة للدولة المصرية وقيادتها السياسية.
وفي أولى خطواته بعد الفوز، فضّل النائب أن يحتفل بطريقة غير تقليدية، حيث أعلن – بعد مشاورات – إلغاء الحفل المقرر، وتوجيه المجهودات لتوزيع العجول على مراكز مطروح، بالتنسيق مع أمناء حزب الشعب الجمهوري، في مبادرة لاقت استحسانًا واسعًا من الأهالي.
وفي هذا الحوار، يفتح النائب قلبه للحديث عن رؤيته لدور مجلس الشيوخ، ودعمه للقيادة السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي، وموقفه من القضايا القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب خططه المستقبلية لخدمة أبناء مطروح.
بداية كيف تصف شعورك بعد إعلان فوزك بعضوية مجلس الشيوخ ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر؟
الحمد لله أولًا وأخيرًا، الفوز بالنسبة لي مش مجرد لقب أو منصب، لكنه تكليف ومسؤولية، وشعوري لحظة إعلان النتيجة كان مزيج من الفخر والامتنان والخوف من حجم الأمانة، أنا واحد من أبناء مطروح، وتربيت على أن الكلمة وعد، والوعد دين، وأهلنا هنا لا يرضون إلا بالوفاء، وهذا الفوز هو تتويج لثقة الناس، وأنا مدين لهم بالعمل ليل نهار حتى أكون عند حسن الظن.
ما الذي يميز هذه القائمة برأيك عن أي تحالف انتخابي آخر؟
القائمة الوطنية من أجل مصر مختلفة لأنها مش بتمثل حزب واحد أو فكر واحد، لكنها تمثل مصر بكل تنوعها السياسي والاجتماعي، وإحنا كمجموعة متكاملة هدفنا الأول والأخير هو مصلحة الوطن، هذا التنوع أعطانا قوة، وأثبت أننا قادرون على العمل كيد واحدة رغم اختلاف الخلفيات.
كيف ترى دور القائمة الوطنية في تعزيز الحياة السياسية في مصر؟
القائمة الوطنية بتقدم نموذج سياسي راقٍ، قائم على الحوار والتعاون، وليس الصراع والانقسام، نحن نعمل على تقريب المسافات بين القوى السياسية المختلفة، ونفتح المجال لتمثيل أكبر عدد من المواطنين داخل المؤسسات، وهذا يعزز الحياة الديمقراطية ويعطي ثقة أكبر للناس في العملية السياسية.
ما خلفية قراركم بإلغاء الحفل بعد الفوز؟
الفرح الحقيقي بالنسبة لي هو فرح الناس، رأيت أن الظروف الاقتصادية صعبة على الكثير من الأُسر، وقلت لنفسي: إذا كان هناك خير في أيدينا، فلنجعل منه بهجة لأكبر عدد ممكن، لذلك قررنا أن نوجه مصروفات الحفل لمبادرة يستفيد منها الجميع.
كيف تمت المشاورات التي أدت لهذا القرار؟
كان القرار بعد نقاش مع أهل الرأي من العائلة والقبيلة وأصدقاء العمل العام، الجميع اتفق أن الخير الذي يصل للناس أبرك من أي احتفال ينتهي بعد ساعات.
كيف كانت ردود أفعال أهالي مطروح على هذه الخطوة؟
ردود الفعل كانت مبهجة وفخورة، الدعوات الصادقة من الأهالي كانت أعظم مكافأة، كثيرون قالوا إن هذه المبادرة أكدت أننا نفكر في الناس قبل أنفسنا، وهذا أكبر تكريم لي.
ما رسالتك للقيادة السياسية بعد فوزك؟
رسالتي للرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مطروح كانت وستظل على العهد، وأهلها هم السند وقت الشدة، نعرف حجم الجهد والتحديات التي تواجهها الدولة، ونقولها بصوت واضح نحن معك وندعمك في كل خطوات الإصلاح والبناء، ومستعدون نكون في الصفوف الأمامية لحماية استقرار وأمن مصر.
كيف تقيّم جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم التنمية الشاملة لمصر؟
ما تحقق في عهد الرئيس السيسي من مشروعات وبنية تحتية وتنمية غير مسبوق في سنوات قليلة تغير وجه مصر، من شبكة طرق عملاقة، لمشروعات إسكان، لتطوير الموانئ، وصولًا لحلول جذرية لمشاكل المياه والكهرباء.
هذه الإنجازات لمسناها في مطروح بشكل مباشر، من تحسين الخدمات إلى فتح آفاق جديدة للاستثمار والسياحة.
ما أبرز الملفات التي توليها اهتماماً في دوائرك الانتخابية خلال الفترة الحالية؟
أبرز الملفات هي تحسين مستوى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمرافق، لأن المواطن البسيط أول ما يبحث عنه هو الخدمة المباشرة التي تمس حياته اليومية.
كيف ترى التحديات التي تواجه أبناء الدائرة، وما هي أولوياتك في التعامل معها؟
التحديات واضحة، من أهمها نقص بعض الخدمات والبطالة بين الشباب، وأولويتي أن أوفر حلول عملية، سواء من خلال توجيه الاستثمارات أو فتح قنوات لتدريب وتشغيل الشباب.
ما أهم التشريعات أو القوانين التي تعمل على دراستها أو تسعى لتبنيها داخل المجلس؟
أركز على قوانين مرتبطة بتحسين بيئة الاستثمار، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بجانب قوانين تخدم قطاعات الصحة والتعليم بشكل مباشر.
كيف تقيم أداء الحكومة في الملفات التي تهم المواطن البسيط؟
هناك جهود كبيرة بذلت ولا يمكن إنكارها، لكننا بحاجة إلى مزيد من السرعة في التنفيذ ومزيد من المتابعة على أرض الواقع حتى يشعر المواطن بالفرق.
ما رؤيتك لتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في الدائرة؟
البنية التحتية أساس أي تنمية، رؤيتي تقوم على استكمال مشروعات الطرق، تحسين شبكات المياه والصرف الصحي، وتطوير المدارس والوحدات الصحية.
ما الخطوات التي ستبدأ في تنفيذها خلال الفترة المقبلة لخدمة أهالي دائرتك؟
في الفترة المقبلة سأركز على فتح قنوات اتصال مباشرة مع الأجهزة التنفيذية لحل مشكلات عاجلة، بجانب إطلاق مبادرات خدمية جديدة للشباب، وأعمل على توفير فرص استثمارية لجذب مشروعات للمنطقة.
هل هناك خطة واضحة للتواصل المستمر مع المواطنين وحل مشاكلهم بشكل مباشر؟
نعم، وضعت خطة لعمل لقاءات شهرية مفتوحة مع الأهالي، ومكتبي مفتوح دائماً لتلقي الشكاوى والمقترحات ومتابعتها بشكل دوري.
ما هي أبرز الملفات أو القضايا التي ترى أن الدولة نجحت في تحقيق إنجازات ملموسة فيها خلال السنوات الأخيرة؟
أبرزها البنية التحتية وملف الأمن والصحة والمشروعات القومية في الزراعة والصناعة والطاقة، كذلك قدرة الدولة على مواجهة الأزمات العالمية والخروج منها بأقل الخسائر أمر يُحسب لها.
ما موقفك من القضايا القومية الكبرى مثل التعليم، الصحة، والإصلاح الاقتصادي؟
هذه ملفات لا تخص دائرة بعينها، بل تمس كل بيت مصري، أنا أتبنى أي تشريع أو مبادرة تعزز جودة التعليم وتدعم المنظومة الصحية، وأدعم خطوات الإصلاح الاقتصادي مع مراعاة البعد الاجتماعي.
كيف تسعى لتمثيل أصوات الشباب والمرأة داخل البرلمان؟
الشباب والمرأة لهم أولوية كبيرة عندي، وأسعى لإتاحة فرص تدريب للشباب وتمكين المرأة في سوق العمل، بجانب تمثيل قضاياهم داخل المجلس.
هل هناك تنسيق بينك وبين باقي نواب المحافظة لتبني قضايا مشتركة؟
بالتأكيد، التنسيق قائم ومستمر، لأن بعض القضايا لا تخص دائرة واحدة فقط، بل تخص المحافظة بالكامل مثل مشروعات البنية التحتية الكبرى.
كيف ستوازن بين العمل التشريعي داخل المجلس والعمل الخدمي في الدائرة؟
التوازن يحتاج تنظيم وقت وإدارة جيدة للفريق المعاون، التشريع مهم على المستوى الوطني، والعمل الخدمي يظل أولوية محلية، لذلك أسعى للجمع بينهما من خلال تقسيم واضح للمهام.
كيف ترى موقف مصر الحالي على الصعيد السياسي الداخلي؟ وهل ترى أن المشهد الحزبي في مصر يتطور بالشكل المطلوب؟
مصر اليوم تتمتع باستقرار سياسي واضح، والمشهد الحزبي يشهد تحسنًا تدريجيًا، لكنه بحاجة إلى مزيد من الانفتاح على الشباب والعمل الميداني.
على الصعيد الخارجي، كيف تقيّم دور مصر الإقليمي والدولي خلال الفترة الأخيرة؟
مصر استعادت ريادتها في المنطقة، وصوتها مسموع في كل القضايا الدولية، من ليبيا والسودان، إلى القضية الفلسطينية، تلعب دور الوسيط القوي القادر على جمع الأطراف، وحماية مصالح الوطن العربي وأفريقيا.
القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حرجة… كيف ترى موقف مصر منها وجهودها في دعم الحقوق الفلسطينية ووقف التصعيد؟
القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر ليست قضية خارجية، بل قضية أمن قومي، مصر لم تتأخر يومًا عن دعم أشقائنا في فلسطين، سواء في مساعي التهدئة أو إعادة الإعمار أو الدفاع عن حقوقهم المشروعة في المحافل الدولية، هذا واجب تاريخي وأخلاقي قبل أن يكون سياسي.
ما رسالتك لأهالي الدائرة بعد الفترة الماضية وما الذي تعدهم به في المستقبل؟
رسالتي أنني لن أدخر جهداً في خدمتكم، وأنني أضع مصلحتكم على رأس أولوياتي، وأعدكم بأن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات ملموسة يشعر بها كل مواطن في حياته اليومية.
ما خطتك للتواصل المستمر مع المواطنين ونقل مطالبهم للمجلس؟
التواصل سيكون دائم، سواء عبر مكاتب ميدانية أو لقاءات شهرية، وبيتي مفتوح لكل أبناء مطروح، وسأحرص أن أكون قريبًا من المواطنين أسمع منهم مباشرة، لأن أمانة الكلمة تقتضي أن أنقل أصواتهم كما هي.
كلمة أخيرة توجهها لأهالي مطروح بعد فوزك؟
أقول لأهلي: الفضل لله ثم لكم، أنتم من وضعتموني في هذا الموقع، وأنتم القوة الحقيقية، وسأظل وفيًا للعهد، وستجدونني معكم وفي خدمتكم في كل وقت ومكان.
يختتم النائب حمادة قدورة العبيدي حديثه مؤكدًا أن فوزه بمقعد مجلس الشيوخ هو تكليف قبل أن يكون تشريفًا، وأن خدمة أبناء مطروح ستظل على رأس أولوياته، ومع إيمانه العميق بدور الدولة المصرية وقيادتها السياسية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، يشدد على أن المشاركة الفاعلة والتعاون المجتمعي هما الطريق لتحقيق التنمية الحقيقية، وبين قاعة المجلس وميادين العمل الخدمي، يَعِد العبيدي بأن يكون صوتًا صادقًا ينقل نبض الشارع ويعمل من أجل مستقبل أفضل لمحافظة مطروح ومصر كلها.
