بين مؤيد ومعارض.. هل تنتصر الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر؟

لا زال الوضع في قطاع غزة يسوء يوما تلو الأخر، استمرار العمليات الإسرائيلية الغاشمة في محاولة للسيطرة على مدينة غزة وإجبار الفلسطينيين على التهجير، ازدياد المجاعة حينا بعد حين، وغطرسة الاحتلال في تزايد، إلا أن الموقف المصري لا زال صلبا كصدٍ منيع لتصفية القضية، ولا زال الفلسطينيون يتمسكون بأرضهم ويرفضون تركها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا ينتظر قطاع غزة خلال المستقبل القريب بعد عرقلت المفاوضات بسبب استهداف وفد حماس في الدوحة ما زاد الأمر صعوبة.
المرحلة الفاصلة
وصلت القضية الفلسطينية لمرحلة فاصلة في تاريخها، بعد تطور الأوضاع وصعوبة العيش على ما يقرب من مليوني فلسطيني في غزة، وأيضا مع تمسك الجانب الإسرئيلي بخطة التهجير واستمرار الضغط على مصر للقبول، لكن استهداف إسرائيل لوفد حماس في قطر قد يغير شكل اللعبة، لما فيه من انتهاك للقانون الدولي وانتهاك سيادة دولة عربية.
وفسر الخبير الأمن في تصريح خاص لـ بلدنا اليوم معنى خفض النتسيق المصري مع إسرائيل إلى أجل غير مسمى، أن مصر لن تتحدث مع الاحتلال مرة ثانية بشأن التنسيق لأي شيء، وبالتالي من الوارد اشتعال الأحوال في أي لحظة وإن حدث ذلك فإسرائيل هي الخاسر الأول، لأنها لا تريد خسارة اتفاقية كامب ديفيد وهذا نوع من التعبير المصري أننا غير راضيين عن ما يحدث في القطاع.
وأشار فرج أن إسرائيل لن تجرأ على استهداف أي شخص من حركة حماس في القاهرة ولن تستطيع دخول مواجهة مباشرة مع مصر، وذلك لعدة أسباب، هي تعلم جيدًا قوة الجيش المصري، ووصل إليها ماذا جرى في مناورة النجم الساطع التي تجرى بين الجيشين المصري والأمريكي، لأن التقارير الأمريكية تصلهم عن قوة الجيش المصري، وأيضا كلمة قائد الجيش المصري بأن قواتنا أصبحت " بروفيشنال " هي كلمة ذات معنى وتوضح أمور كثيرة، والأمر الأخر إسرائيل تعلم أن أي تحرك منها يعتبر كامب ديفيد ملغاة وهذا أمر لا تحبذه على الإطلاق.
وأوضح "فرج" أنه حال إلغاء كامب ديفيد سيدخل الجيش المصري إلى سيناء ويتم إلغاء جميع المنطق المحددة وفق الاتفاقية "أ.ب.ج" وقوات مصر في سيناء كلها، أيضا أن الجيش الإسرائيلي مرهق عامين في حروب، وبالتالي عن يدخل في حرب تقليدية، ولو غامرت فنحن على كامل الجاهزية.
واختتم: أن جلسة مجلس الأمن الطارئة أوضحت أن هناك تكتل عالمي مع حل الدولتي، وبالتالي هذا مؤشر جيد للاستمرار في هذا الأمر للوصول إلى حل الدولتين ما يبشر بسنوات جيدة للفلسطينيين.
عزلة إسرائيل
بعد جلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن الاستهداف الإسرائيلي في الدوحة، وتصويت ما يقرب 142 دولة على حل الدولتين ورفض 10 دول منهم إسرائيل وأمريكا، بات الوضع يتضح للجميع، وأن إسرائيل صارت في طريق العزلة الدبلوماسية بسبب سياساتها التي لا تخضع للقانون ولا تضعه نصب عينها.
رغم الاعتراف الدولي الكبير بحل الدولتين، وإعلان المجاعة رسميا في غزة، لا زال الجيش الإسرائيلي مستمرا في الاستهدافات المباشرة للمدنيين التي توودي يوميا بأرواح الشهداء، الأمر الذي يقف أمامه الجميع دون معرفة النتائج التي تؤول إليها الأمور.