بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بعد انتقاد سعد الهلالي لها.. هل الطرق الصوفية محسوبة على الإسلام السياسي؟

أرشيفية
أرشيفية

انتقادات صوفية للهجوم على الطرق في مولد البدوي: الهجوم علينا خدمة للصهيونية

 

في مداخلة له أجرها مع برنامج الحكاية المذاع على فضائية MBC مصر، انتقد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الطرق الصوفية على هامش إحياء ذكرى مولد السيد أحمد البدوي، قائلًا إن الحشد بهذه الطريقة لا تفعله إلا الطرق الصوفية المنظمة والمرتبة وإنهم يريدون بقاء هذه الطقوس لأنه بإمكانهم حشد ما يريدون حشده من خلالها.

واعتبر "الهلالي" أن الطرق الصوفية تمثل نوعًا من الإسلام السياسي لا الإسلام الديني القائم على ربط الإنسان بربه، مضيفًا أن الإسلام السياسي يربط الإنسان بأشخاص من أجل حشدهم عند اللزوم، وهو ما عبر عنه بقوله: "صفارة تجيبهم وصفارة تروحهم، والغريب والعجيب أنك لن تكون صوفيا إلا إذا أخذت العهد من الشيخ بالسمع والطاعة".

 

وأثارت مداخلة الدكتور سعد الهلالي غضبًا في صفوف أتباع الطرق الصوفية، ودعا بعض الدعاة المحسوبين على الطرق الصوفية لفتح تحقيق بشأن هذه المداخلة واتهام "الهلالي" للطرق الصوفية بحشد الناس لأغراض سياسية.

 

وكتب الداعية الإسلامي الدكتور السيد شلبي، في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي، إن هذه المداخلة يجب أن يتم التحقيق فيها وأن تُقدم للأجهزة الأمنية المعنية.

 

وفي منشور آخر له، قال الدكتور السيد شلبي إن السيد أحمد البدوي قضى حياته الطويلة منذ نعومة أظفاره إلى آخر لحظة من حياته مستغرق القلب بمعرفة الله مستغرق الجوارح بعبوديته يغترف من موارد أنوار الذات الإلهية ويقتبس من معينها ويستمد من فيوضاتها الربانية لا ينثني عن ذلك ولا يحيد فمشاهداته كانت دائمية وجمعيته بالحق كانت أبدية، معتبرًا أن هذا أحد أسباب تعلق قلوب الناس بزيارته لا سيما في ذكرى مولده.

 

وبدوره، أصدر وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية وأحد علماء الأزهر الشريف أسامة قبيل، بيانا، شدد فيه على أن السيد أحمد البدوي هو أحد الأولياء المعروفين بالزهد والعبادة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مضيفًا أن سيرته ومقامه الحالي بطنطا جزء لا يتجزأ من تاريخ التدين الشعبي المصري.

 

شيخ الطريقة العزمية: الصوفية ليست بعيدة عن السياسة ولها منظور خاص لها

 

من جانبه، علق الشيخ علاء الدين ماضي أبو العزائم، شيخ الطريقة العزيمة ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، على اتهام الطرق الصوفية بحشد المريدين في مولد السيد البدوي لغرض سياسي، قائلاً إن الطرق الصوفية ليست بعيدة عن السياسة ولكنها تفهم السياسة بمفهوم شامل فالحياة لا تخلو من السياسة فتعامل الرجل مع زوجته وأولاده وتعامل الفرد مع رؤسائه ومرؤسيه في العمل نوع من السياسة، ولذا ادعاء أن الطرق الصوفية بعيدة عن السياسة أمر مجافي للواقع.

 

وأضاف "أبو العزائم" في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن الصوفية ترى السياسة كشقين سياسة داخلية وسياسة خارجية، وتهدف بتعاطيها مع السياسة الداخلية لتربية الفرد المسلم وبناءه الصحيح على العقيدة والتعاليم الإسلامية بحيث يكون هذا الفرد أمينًا قائمًا بحقوق الله ومحسنًا في تعامله مع غيره، وهذه رسالة الصوفية بالأساس، مشيرًا إلى أن نجاح الصوفية يكون بتحقق هذا الأمر وبهذا تكون مشاركتها السياسية في السياسة الداخلية لأنها في هذه الحالة ستنتج مجتمعًا قويًا يخرج منه رئيس ومسؤولون يراعون حق الله في أعمالهم وهذا يعني أنه لن يكون هناك مسؤول غير أمين أو منافق أو رئيس كاذب.. إلخ.

 

وأوضح شيخ الطريقة العزيمة ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية أن الطرق الصوفية لديها رؤيتها لأمور السياسة الخارجية أيضًا، مضيفًا فأنا مثلا على المستوى الشخصي لا أرغب بوجود سفارة أو سفير إسرائيلي في القاهرة ولا أن يكون لنا سفير مصري في تل أبيب وهذه رؤيتي التي لا أفرضها على الدولة، لكن الرؤية الأشمل هي لمؤسسات الدولة كوزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية التي ترى أن العلاقات القائمة مع تل أبيب هي ضرورة في الوقت الراهن للأمن المصري.

 

وذكر الشيخ علاء أبو العزائم أن الهجوم على السيد أحمد البدوي له أغراضه الخاصة ويراد منها هدم النموذج والقدوة لدى الشباب المسلم، متسائلًا لماذا لا يُهاجم بقية أقطاب وشيوخ الصوفية بنفس الدرجة التي يُهاجم بها السيد البدوي؟

 

وأجاب الشيخ علاء أبو العزائم على السؤال الذي طرحه بالقول: السيد أحمد البدوي قطب صوفي سني ومجاهد كبير حارب الفرنسيين في الحملة الصليبية للويس التاسع ملك فرنسا وجاهد مع مريديه ضدهم، وهناك من يريد أن يُبعد الشباب المسلم عن الاقتداء بسيرته، وهذا خدمة لأسيادهم الذين يوجهونهم، فالهدف هي خدمة مصالح الصليبية والصهيونية العالمية ولهذا يكثر انتقاد السيد أحمد البدوي دون غيره من أئمة التصوف، وهذا الانتقاد في جوهره يحمل حقدا على آل البيت النبوي لا على السيد البدوي فحسب. 

 

اقرأ أيضًا 

 

السيد أحمد البدوي.. ذكرى مولد القطب الصوفي تثير الجدل من جديد

تم نسخ الرابط