بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

الولايات المتحدة تنفذ أوسع ضربات جوية ضد داعش في سوريا منذ سنوات

أرشيغية
أرشيغية

نفذت الولايات المتحدة الأمريكية عملية واسعة النطاق ضد أهداف لتنظيم داعش في سوريا، في تصعيد عسكري غير مسبوق منذ سنوات، وذلك ردًا على مقتل ثلاثة جنود أميركيين قرب مدينة تدمر، في هجوم أثار غضبًا كبيرًا داخل الإدارة الأميركية.

خلفية العملية

منذ عام 2017، تراجعت وتيرة عمليات الولايات المتحدة العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا، مع التركيز على ضربات محدودة تستهدف قيادات التنظيم. 

وفي تغير كبير، أعاد الهجوم الأخير، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، إلى الأذهان مشاهد العمليات الكبرى التي نفذتها الولايات المتحدة في ذروة الحرب على الإرهاب. 

تعتبر عملية “ضربة هوك آي” التي أطلقت الجمعة، الأوسع منذ سنوات، وتشير إلى عودة الولايات المتحدة إلى سياسة الضربات المكثفة ضد التنظيم.

تفاصيل الضربة الجوية

بدأت العملية العسـ.ـكرية حوالي الرابعة مساءًا، بغرض استهداف عشرات المواقع في شمال شرق سوريا قرب دير الزور، إضافة إلى الرقة وحمص، كما شملت الأهداف البنية التحتية لتنظيم داعش ومخازن الأسلحة.

استخدمت الولايات المتحدة الطائرات المقاتلة والمروحيات والمدفعية الأميركية أكثر من 100 ذخيرة دقيقة.

كما شاركت القوات المسلحة الأردنية بدعم جوي عبر طائرات مقاتلة.

تصريحات القيادة المركزية الأميركية

أكدت القيادة المركزية الأميركية أن الضربات استهدفت 70 هدفًا للتنظيم، مشيرة إلى أن العملية تأتي ضمن سلسلة من 10 عمليات مشتركة في سوريا والعراق منذ 13 ديسمبر، أسفرت عن مقتل أو اعتقال 23 عنصرًا من داعش.

تصريحات الإدارة الأميركية

قال وزير الحرب بيت هيجسيث إن الضربات تهدف إلى “القضاء على مقاتلي داعش والبنية التحتية ومواقع الأسلحة”، مؤكدًا أنها “إعلان انتقام” وليست بداية حرب جديدة.

أما الرئيس ترامب فقد وصف الضربات بأنها “انتقام خطير للغاية من الإرهابيين القتلة”، مضيفًا أن سوريا يمكن أن تشهد مستقبلًا مشرقًا إذا تم القضاء على التنظيم. 

وأكد ترامب أن الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تدعم العملية، في تقارب وصفه بالمهم.

انعكاسات الضربة على مستقبل الصراع في سوريا

تثير العملية الأميركية الأخيرة ضد تنظيم داعش في سوريا تساؤلات حول مستقبل الصراع في المنطقة. 

فمن جهة، تؤكد الضربة أن الولايات المتحدة ما زالت ترى في التنظيم تهديدًا مباشرًا لمصالحها وقواتها، وأنها مستعدة لاستخدام القوة العسكرية المكثفة للرد على أي هجوم. 

ومن جهة أخرى، فإن مشاركة القوات الأردنية والدعم السياسي من الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، يعكس تحولًا في المشهد الإقليمي، حيث تتقارب المصالح بين واشنطن ودمشق في مواجهة التنظيم الإرهابي.

قد يفتح هذا التقارب الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الأمني والسياسي، لكنه في الوقت نفسه يضع تحديات أمام القوى الأخرى الفاعلة في سوريا، مثل روسيا وإيران، التي تتابع عن كثب أي تغير في موازين القوى. 

ومن ثم، فإن الضربة ليست مجرد رد انتقامي على مقتل الجنود الأميركيين، بل هي مؤشر على إعادة رسم خريطة التحالفات في سوريا، مع احتمال تصاعد العمليات العسكرية ضد داعش خلال الفترة المقبلة.

تم نسخ الرابط