من المدرسة إلى الإصلاحية.. خطورة تجاهل العلاج النفسي للأطفال| خاص
تصاعدت حالات التحرش والعنف في المدارس مؤخرًا، مما وضع الأطفال في مواجهة الخوف والقلق المستمر، وأجبر أولياء الأمور على البحث عن حلول عاجلة لحماية أبنائهم، من أجل تعزيز وسائل الحماية النفسية والاجتماعية لهم، وتقديم الدعم المناسب لضمان سلامتهم وتحصينهم نفسيًا.
تعزيز وسائل الحماية النفسية والاجتماعية للأطفال
وفي هذا الصدد، قال الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، إن تقدير الطفل بشكل سلبي يخلق لديه شعورًا بعدم الأمان وفقدان الثقة في عالم الكبار، مما قد يؤدي لاحقًا إلى الاكتئاب، وقد يصل الأمر إلى نتائج مأساوية تشمل فقدان الحياة.
وأضاف الدكتور تامر شوقي في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن هذه التأثيرات يمكن تجنبها من خلال تقديم علاج نفسي مناسب للطفل في الوقت المناسب، قبل أن تتفاقم هذه الآثار السلبية وتمتد معه طوال حياته، محذرًا: الإهمال النفسي قد يحول الطفل إلى شخص منحرف أو منتحر أو قد يتحول مستقبلاً إلى سلوك عدواني، نتيجة عدم حصوله على الرعاية النفسية اللازمة في طفولته.

وأوضح أستاذ علم النفس التربوي، أن مصر تمتلك عددًا كبيرًا من مراكز العلاج النفسي، سواء التابعة للمستشفيات الحكومية أو الجامعات أو كليات التربية من خلال مراكز الإرشاد النفسي وتعديل السلوك، بالإضافة إلى مراكز خاصة تعمل بترخيص من وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية.
وأشار الدكتور تامر شوقي إلى أنه لا حاجة لتحويل الإصلاحيات إلى مراكز متخصصة للأطفال، لأنها تمتلك دورًا محددًا وفقًا للقانون، مؤكدًا أن توفير المتخصصين في التأهيل والعلاج النفسي داخل المؤسسات القائمة، مع الأدوات اللازمة لتشخيص الحالات، يغني عن ذلك.
وأضاف أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس: أن تحويل الإصلاحيات يجب أن يكون خيارًا استثنائيًا فقط في حال وجود عجز في المؤسسات العلاجية التابعة للجامعات والمستشفيات والقطاع الخاص.
ومن جانبه، أكد الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، أن مشكلة التحرش التي ظهرت مؤخراً في عدد من المدارس تُعد أمرًا محزنًا للغاية، مشددًا على ضرورة توعية الأطفال لحمايتهم والحد من تكرار مثل هذه الوقائع.
وأوضح الدكتور مجدي حمزة في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن الواقعة الأخيرة بإحدى المدارس الدولية ساهمت في انتشار القضية بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم وجود العديد من الحالات التي تُعالج داخليًا بعيدًا عن الإعلام، مما يعطي انطباعًا بأنها ظاهرة، رغم أنها مشكلات موجودة لكنها لم تصل إلى حد الظاهرة الكاملة.
ولفت الخبير التربوي إلى أن مؤسسات الإصلاحية تقوم بدورها كما يجب، وهناك العديد من الجهات والأفراد يقدمون الدعم لضمان حماية الأطفال وتأهيلهم بالشكل الصحيح، مؤكدًا: يجب أن تكون هناك مبادرات داعمة دائمًا لسلامة الطلاب لتطبيق فعلي يحقق بيئة آمنة لهم.

وفي نفس السياق، قالت شيماء محمد، ولية أمر طالب بالمرحلة الابتدائية، إن حديث التحرش في المدارس أصبح أمرًا مخيفًا، ويجعل الأمهات في حالة قلق مستمر على أولادهن، إلا أنهن يسعين دائمًا لتوعية أطفالهن.
وأكدت ولية الأمر أن تأهيل الطفل يبدأ من البيت أولًا، فهو الأساس، بينما تأتي دور الإصلاحية أو مراكز التأهيل في الحالات التي تشهد تفككًا أسريًا أو ضغوطًا نفسية على الطفل، مشيرة إلى أن وجود مراكز مجهزة ومتخصصة داخل المؤسسات التعليمية سيكون أمرًا مفيدًا.
واختتمت شيماء محمد حديثها، قائلة: نشر الوعي بين الأسر والمعلمين يسهم في خلق بيئة أكثر أمانًا، ويجعل اكتشاف أي مشكلة مبكرًا أسهل وأسرع لحماية الأطفال، كما أن متابعة الطفل وتوجيهه بشكل مستمر داخل البيت والمدرسة تساعد على بناء وعيه وتحصينه.





