الستار يُسدل على شخصية هزّت الاحتلال: من هو حذيفة الكحلوت؟
ماذا تخبرنا أول صورة لأبو عبيدة بعد استشهاده؟
بعد خمسة أشهر من الغياب والتكهنات، أزاح المتحدث الجديد لكتائب القسام الستار عن مصير الشهيد أبو عبيدة، أو كما كان يعرفه العالم بصوته فقط، حذيفة الكحلوت (أبو إبراهيم)، الذي استُهدف في غارة إسرائيلية بحي الرمال في قطاع غزة.
وقال المتحدث في كلمة مصورة اليوم الإثنين: "طوفان الأقصى جاء ليصحح المسار ويعيد روح المقاومة إلى الأمة. وقف الحرب لم يكن هدية، بل ثمن تضحيات شعبنا وبطولات مقاومته". وأضاف: "على الجميع لجم الاحتلال وإلزامه بما تم الاتفاق عليه، بدلًا من الانشغال ببنادقنا الخفيفة".
صوت غامض.. وصورة نادرة
عرف العالم أبو عبيدة بصوته القوي خلف اللثام، حتى نشرت كتائب القسام أول صورة له بعد استشهاده، لتكشف عن الشخصية التي ظلت لعقدين رمزاً للمقاومة، دون أن يعرف أحد تفاصيل حياته اليومية أو ملامحه.
وُلد حذيفة الكحلوت في السعودية عام 1984، وعادت أسرته إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ودرس الشريعة وأصول الدين في الجامعة الإسلامية، قبل أن ينخرط في صفوف كتائب القسام منذ شبابه، ليبدأ رحلته الإعلامية والعسكرية المتزامنة.
رحلة الصوت الذي أرعب الاحتلال
كان أول ظهور له إعلاميًا في أكتوبر 2004، في مؤتمر داخل مسجد "النور" بغزة خلال عملية "أيام الغضب"، معلناً سلسلة من العمليات النوعية للمقاومة.
طوال مسيرته، حافظ على غموضه، مكتفياُ بإظهار عينيه خلف اللثام، حتى آخر ظهور له في يوليو 2025، حيث كشف عن خطط المقاومة وأولويات المفاوضات غير المباشرة، مؤكداً على ضرورة استكمال استراتيجية إيقاع الخسائر بالاحتلال وأسر الجنود، بينما رفضت حكومة نتنياهو أي صفقة شاملة لتبادل الأسرى.
إرث خالد
ترك أبو عبيدة إرثاً إعلامياً ومقاوماً فريداً، صوتاً للمقاومة ووجداناً للوطن، حافظ على التوازن بين القوة العسكرية والدبلوماسية، وجعل من صوته علامة فارقة في مسار المقاومة الفلسطينية، حيث ظل حاضراً في كل حدث كأنه يقود المعركة من خلف اللثام.



