بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

البرهان يضع شرطاً واحداً للسلام… ويفتح أبواباً جديدة للتحالفات

ثقة إقليمية وحسم عسكري: ماذا يريد البرهان قبل أي وقف للنار؟

الفريق أول ركن، عبد
الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتق

أكد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، أن بلاده لن تمضي في أي مسار لوقف إطلاق النار أو إعلان هدنة، ما دامت ميليشيا الدعم السريع لا تزال موجودة على أراضي السودان، مشددًا على أن أي حديث عن السلام يجب أن يسبقه إنهاء كامل لوجود التمرد.


جاء ذلك خلال لقاء عقده البرهان مع عدد من رموز المجتمع السوداني والتركي، وممثلي منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، بمقر السفارة السودانية في العاصمة التركية أنقرة، على هامش زيارته الرسمية إلى تركيا، حيث حرص على توضيح رؤية الدولة السودانية تجاه تطورات الحرب ومسارات الحل المطروحة.


وأوضح رئيس مجلس السيادة أن المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس أمام الأمم المتحدة في نيويورك، تمثل الإطار الرسمي المعتمد من قبل الدولة السودانية لمعالجة الأزمة الراهنة، مؤكداً أنها حظيت بتوافق كامل داخل مجلسي السيادة والوزراء. 

 

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد اجتماعات لمجلس الأمن والدفاع لوضع الآليات التنفيذية اللازمة، تمهيداً لتبني المبادرة من قبل مؤسسات الدولة كافة، والعمل على تسويقها باعتبارها المسار الوحيد القادر على تلبية تطلعات الشعب السوداني.


وأكد البرهان أن السودان لا يسعى إلى إطالة أمد الحرب، قائلاً: “لسنا دعاة قتال، لكننا لن نقبل بسلام زائف”، معربًا عن ثقته الكاملة في نوايا كل من مصر والمملكة العربية السعودية، إلى جانب ما وصفه بالمؤشرات الإيجابية الصادرة عن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، في ما يتعلق بالجهود المبذولة لإنهاء الأزمة السودانية.


وفي رسالة لافتة، دعا البرهان الرئيس الأمريكي إلى النظر للأزمة من منظور سوداني خالص، معتبراً أن واشنطن قادرة على لعب دور محوري في تحقيق سلام دائم، إذا ما تم التعامل مع جذور الصراع وليس مظاهره فقط.


وشدد رئيس مجلس السيادة على أن الحسم العسكري يظل ضرورة تسبق أي تسوية سياسية، موضحاً أن الحل العسكري لا يعني بالضرورة استمرار القتال، بل قد ينتهي باستسلام الميليشيات المتمردة، مؤكداً ثقته الكاملة في قدرة القوات المسلحة السودانية على تحقيق النصر، مستندة إلى التفاف شعبي واسع وإرادة وطنية صلبة.


وفي الشق الإقليمي، أوضح البرهان أن السودان ينتهج سياسة خارجية متوازنة، لا تقوم على العداء، لكنه يحتفظ بحقه الكامل في الدفاع عن سيادته وأمنه القومي، مشيراً إلى وجود تحركات إقليمية وتداعيات مقلقة، إلا أن السودان ليس دولة ضعيفة وقادر على حماية أراضيه.


وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أشاد البرهان بالتطور المتسارع في العلاقات السودانية التركية، معلناً أنها تدخل مرحلة الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد، مع التعهد بإزالة العقبات البيروقراطية أمام الاستثمارات التركية، بما في ذلك تسهيل إجراءات دخول رجال الأعمال الأتراك.


وأكد أن السودان يتطلع إلى الاستفادة من الخبرات التركية في مجالات إعادة الإعمار والبنية التحتية والطاقة، لافتاً إلى الدور الإيجابي الذي لعبته أنقرة في مبادرات السلام الإقليمية، ومشيراً إلى ترحيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطلب السودان التدخل للمساهمة في إنهاء الأزمة، معرباً عن ثقته في قدرة تركيا على دعم مسار الحل.

تم نسخ الرابط