الجامعة العربية ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتؤكد: مساس خطير بالأمن القومي

جدد مجلس جامعة الدول العربية موقفه الحاسم والرافض بشكل قاطع للاعتراف الذي أعلنته إسرائيل بما يسمى إقليم «أرض الصومال» في شمال غرب جمهورية الصومال الفيدرالية، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً صارخاُ للقانون الدولي ومحاولة مكشوفة لتحقيق أهداف سياسية وأمنية واقتصادية غير مشروعة. 

وأدان المجلس هذا التحرك بأشد العبارات، مؤكداً أنه لا يترتب عليه أي آثار قانونية، ويعد اعترافاً باطلاً ومرفوضاً عربياً ودولياً.

وشدد المجلس على أن الاعتراف الإسرائيلي يندرج ضمن محاولات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، ويخدم أجندات خطيرة، من بينها السعي لتسهيل مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، فضلاً عن استغلال الموانئ الواقعة في شمال الصومال لأغراض عسكرية أو أمنية، بما يشكل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة والأمن القومي العربي.

جاء ذلك في البيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، خلال انعقاد دورة غير عادية خصصت لمناقشة تداعيات الاعتراف الإسرائيلي بإقليم شمال غرب الصومال. 

وعُقد الاجتماع اليوم الأحد برئاسة السفير حمد عبيد الزعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الجامعة العربية، بصفتها الدولة التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للمجلس رقم 164، وذلك بناءً على طلب رسمي من جمهورية الصومال الفيدرالية.
 

وشهدت الجلسة مشاركة واسعة من السفراء والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء، إلى جانب حضور السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حيث تم استعراض الأبعاد السياسية والقانونية والأمنية المترتبة على هذا التطور، وانعكاساته السلبية على وحدة وسيادة الدولة الصومالية.
 

وأكد المجلس، في بيانه، على الموقف العربي الثابت والمعلن في قرارات الجامعة العربية بمختلف مستوياتها، والذي يعتبر إقليم شمال غرب الصومال، المعروف باسم «أرض الصومال»، جزءاً لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية. واستند المجلس في ذلك إلى مبادئ ميثاق جامعة الدول العربية، وميثاق الأمم المتحدة، وكافة المواثيق الدولية والإقليمية التي تشارك الصومال في عضويتها، مشدداً على رفض أي محاولات للاعتراف بانفصال الإقليم، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
 

كما أوضح المجلس أن هذا الاعتراف الإسرائيلي غير القانوني يمثل امتداداً لسياسات إسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال غير الشرعي، الرامية إلى تقويض الأمن والسلم الدوليين، ويُعد اعتداءً واضحاً على الأمن القومي العربي. 

ودعا المجلس إلى ضرورة التعامل مع هذه الخطوة من خلال اتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية، بما يحفظ وحدة الأراضي الصومالية ويصون المصالح العربية المشتركة.