في ذكرى ميلاده.. تفاصيل إلتحاق محمود الجندي بجماعة الإخوان المسلمين وإلحاده ثم أعتزاله

لم يحالفه الحظ ليكون فتى الشاشة الأول، لكنه نجح فى خطف القلوب والأنظار بخفة دمه ومواهبه المتعدده، كما تمكن من إقناعنا بفنه الراقي بلمساته السحرية فى أي عمل يشارك به، سطع نجمه بعد مشاركة فؤاد المهندس فى مسرحية «علشان خاطر عيونك»، وبعد 71 عام من شغفه بالفن أعلن إعتزاله، يشهد اليوم 24 فبراير ذكرى ميلاد الفنان «محمود الجندي».التحاقه بجماعة الإخوان ومن بعدها بمعهد السينماالتحق بجماعة الإخوان المسلمين فى عمر الثامنة، وعمل معهم بالعروض المسرحية التي قاموا بعرضها فى أول مشاركة له بمسرحية «على ضفاف اليرموك» حيث وإقتصر دوره على صوت صهيل الحصان، لكن بعد محاولة إغتيال السادات عام1954 كان سيتم القبض عليه حيث وجدوا اسمه ضمن دفاتر الإخوان لمشاركته فى عروضهم المسرحية، لكن حينما وجدو أن المطلوب القبض عليه طفل لم يتعدى الثامنة من عمره تركوه، ترك مدرسته الإعدادية لظروف والده المادية، ودرس فى مدرسة الصنايع حيث تخرج فى قسم النسيج ثم عمل فى أحد المصانع.ومن ثم أقنع والده بأنه سيسافر للقاهرة ليقدم بأحد الوظائف هناك، لكنه فى الحقيقة ذهب للقاهرة ليلتحق بمعهد السينما، وبمواهبته الحقيقية حصل على المركز الأول فى إختبارات المعهد، لكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث وجد أنه من شروط القبول بالمهد أن يكون المتقدم حاصل على الثانوية العامة وذلك لأن هناك مواد بالمعهد يتم دراستها بالإنجليزية، لكن ولحسن حظه قام عميد المعهد الذى آمن بموهبته، بمنحه فرصة 6 أشهر ليدرس الإنجليزية جيدًا، وبالفعل تحدى محمود الجندى كل الظروف وكان يعمل ويدرس الإنجليزية بنفس الوقت، حتى التحق بالمعهد وحصل على بكالوريوس من لمعهد العالى للسينما عام 1967م.كيف أنقذه الرئيس السابق حسنى مبارك من السجن العسكرىكان محمود الجندى معرضًا للحبس فى أحد المرات إثناء تأديته الخدمةالعسكرية، عندما تم تكلفته بمهمة إرسال مظاريف بها معلومات غاية فى السرية لأحد الكتايب العسكرية لكنه تخلف عن المهمة لولعه بمشاهدة فيلم«my fair lady» بالسينما، وتم تحويله لمكتب قائد القوات الجوية حينها اللواء أركان حرب محمد حسنى مبارك، وأعترف محمود له بسبب تخلفه عن المهمة، وقال له اللواء حسنى مبارك أنه لولا أعترافه بالحقيقة لكان زج به بالسجن وأنه سيخفف عنه العقوبة من السجن لحرمانه من الإجازة المدنية 3 أشهر فقط.من الإلحاد للإعتزالتعرض الفنان محمود الجندي لما أسماه بـ«المراهقه الفكرية» والتي أدت به إلى الإلحاد، حيث أن هذه الحالة يسميها علما النفس بالمراهقة الفكرية لتشابها بمرحلة المراهقه أي التمرد على كل ماهو معروف وثابت ورفض كل الثوابت المسلم بها، وأستمر فى إلحاده سنتين أو ثلاثة، ولكن بعد وفاة زوجته بحادث حريق شب فى منزلهما وعندما دخل للمنزل وهو يحترق شاهد مكتبته الكبيرة تحترق، وبالأخص الجزء الذى يحوي كتب الإلحاد وجده أكثر توهجًا، حينها شعر أن هذه إشاره من الله له يجب أن يستغلها ويعيد ترتيب أفكاره، ومن بعدها عاد الفنان محمود الجندي لإيمانه، وأصبح لقبه المفضل هو«الحاج» محمود الجندي.وماهى إلا سنوات وفاجئنا الفنان محمود الجندي بقرار إعتزاله، وذلك يوم7يوليو2017، والذى أدى لصدمة جمهوره ومحبيه، وصرح محمود الجندى أن سبب إعتزاله هوعدم إحترام الفن مثلما كان يحدث من قبل، والتقليل من قيمة الفنانين الكبار وعدم إعطائهم المكانه التى يستحقوها والتعامل مع الأعمال الفنية الآن على أنها تجارة، مما تسبب فلا إستيائه وإتخاذه قرار الإعتزال، لكنه تراجع عن هذا القرار بعدها بعدة أسابيع وعاد لمحبيه من جديد ليمتعنا بفنه الراقى وموهبته الفريدة.