مناسب .. ولكن!!

السبت 17 نوفمبر 2018 | 03:12 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

لا أحد يعلم على وجه التحديد من هو القائل الأصلى لمقولة الرجل المناسب فى المكان المناسب و هل كان العرب أول مَن أطلقوها ام كانوا هم الأوروبيون أو الأمريكان ولا حتى قاطنى قارة انتاركاتيكا فى أطراف الكرة الأرضية ، لكن المؤكد إن عدم تطبيق مجتمعاتنا العربية العزيزة لتلك المقولة يُعد أحد أهم الأسباب الرئيسية لهذا الفارق الحضارى المُخجل بين عالمنا و عوالمهم والحديث هنا لا يقتصر فقط على الحياة السياسية والعملية او فكرة تسكين المناصب الإدارية بشكل عام لكنه ينسحب أيضا على الحياة الشخصية والدائرة الصغيرة للإنسان ، فنحن فى الأغلب لا نعطى القدر الكافى من الإهتمام والتقدير لعناصر هذه المعادلة الأساسية ، تلك التى تبدو بسيطة فى ظاهرها وهى فى واقع الأمر حجر الزاوية لنجاح كل شيء و اى شيء ، فمَن منا لم يسقط فى فخ تلك المعادلة السحرية سواء كنا فى موضع الإختيار او مقعد الإختبار؟

 

مَن أيضاً لم يتجرع علقم الظلم أو تذوق مرارة الندم لحظة إدراك ذاك الفشل الحتمى الذى كان لابد و أن يتبع إختيار خاطىء من البداية؟

 

- السر يكمن ببساطة شديدة فى تجاهل تطبيق مقولتنا المنشودة بفعل تغليب العاطفة عن العقل شغال تغلب الجهل عن العقل مع توحد وإمتزاج العنصرين فى بعض الأحيان!! فنحن جماعة من شعوب عاطفية بالفعل تميل بالوراثة والممارسة لإختيار وأبدأ الثقة لا أهل الكفاءة ، نقدس كل ما نعلم على قلته و نكفر بكل ما نجهل على كثرته!!

 

لذلك على وأبدا نحن ضحايا و جناة فى نفس اللحظة ، نحن ضحايا إختياراتنا والجُناة فى إختيارات الغير ، الانتداب مَن تغافلنا عن حقوقنا كما صمت الآخرون عن ما سلبناه منهم ، نحن مَن لا نجيد قواعد الإعتدال والإتزان رغم كل ما نشتهر به من حيل ومهارات بهلوانية ، نحن مَن نتمسك بالحياد عن الحق سواء فى إختيار الشخص المناسب او إختيار المكان المناسب لنا أو كلاهما !!

 

- تتضح و تتجلى المأسآه أمام الباصرين لحظة إدراك الحقيقة بمرور الزمن والتعلم من التجارب اللاحقة ، حينما يفضح الحاضر ماضينا و يُعريه لنكتشف بأنفسنا فداحة خطأنا و جسامة جُرمنا ، حينما يُباغتنا الحق بالإنفجار خلع عباءة الخنوع للباطل الذى كان ولازال وسيظل زهوقاً للأبد!!

 

- لحظة الإدراك لحظة فارقة لها عظيم الآثر على ما تبقى من حياتنا ، فى لحظة الإدراك تلك إما نمتن لأنفسنا على ما حُسن ما فعلناه أو نشمئز خجلا مما إقترفناه ، دوائر مُغلقة من الصراع بين الندم على إكتشاف متأخر للحقيقة المؤلمة و الإستسلام قهراً و بين الزهو فخرا فى حالة التأكد من جمالها او حتى السعادة بالتحرر من القيود والتحليق بعيداً عن ما كنا نظنه مناسب قبل أن ندرك إنه .. مناسب ولكن!!