محسن الفحام يكتب: إلى الأمان.. إلى حماة الوطن

الجمعة 11 يناير 2019 | 03:42 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

أتابع بكل الفخر والاعتزاز أداء رجال الشرطة الاوفياء خلال الأيام القليلة الماضية وتحديداً مع بداية هذا العام والاستعدادات للاحتفالات بعيد الميلاد المجيد وتلك المجهودات الجبارة التي قام بها رجال الأمن خلال تلك الفترة وكذلك التضحيات التي بذلوها في ظروف مناخية قاسية لم تتعرض لها البلاد منذ فترة طويلة.. وفي هذا الإطار فقد استوقفتني ثلاثة مواقف بطولية قام بها ثلاثة من رجال الشرطة الأوفياء.. في مواقع ومواقف مختلفة تدل على مدى التفاني في أداء واجبهم الوطني حتى ولو أدى ذلك إلى الاستشهاد.

 

كان أول تلك المواقف ما قام به الشهيد البطل الرائد/ مصطفى عبيد والذي كان قد تم تكليفه بتأمين كنيسة العذراء وأبى سيفين بعزبة الهجانة بمدينة نصر، والذي تعامل مع ثلاثة عبوات تم وضعها على سطح المسجد المجاور للكنيسة حيث تبين أن الدائرة الكهربية في كل واحدة تختلف عن الأخرى وهو الأمر الذي جعل التعامل معها في منتهى الخطورة حيث نجح في إبطال مفعول الأولى والثانية ولكن شاء القدر أن تنفجر الثالثة وهو يتعامل معها ليستشهد مضحياً بحياته فداء للمئات من المصريين سواء مسلمين أم مسيحين كانوا يتأهبون للاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. تناسى الشهيد أن لديه أطفالاً صغاراً ولم يخش عليهم من موته حيث ضحى بنفسه لنعيش نحن وليهنأ أهلنا من الأقباط بعيدهم ضارباً بذلك أروع معانى التضحية والفداء.

 

ثم يأتي الموقف الثاني حيث يتقدم العميد/ حاتم الخشت، مأمور قسم أول أسيوط بكل التفاني والإخلاص ليقتحم ومعه عدد قليل من رجال الشرطة مبنى الشابات المسلمات في أسيوط لإنقاذ حياة 95 طفلاً وطفلة في مدرسة حضانة بهذا المبنى دون انتظار لسيارات الإطفاء ولم يخرج من المبنى الا مع اخر طفل رغم اصابته بحروق شديدة في يده ثم اختناق وفقدان للوعى مما أدى الى نقله الى العناية المركزة للعلاج....هذا البطل لم يفكر في حياته بقدر ما كان كل تفكيره انقاذ هؤلاء الأطفال الأبرياء برغم انه ايضاً رب اسرة ولديه هو الاخر اطفالاً أبرياء.

 

ثم يأتي المشهد الثالث حيث تصدى الملازم اول/ محمد محمد فؤاد من قوة مرور الجيزة لاحد تجار المخدرات عند محاولته الهروب من كمين امنى بالقرب من قسم شرطة الطالبية وقام بأطلاق عدة طلقات نارية تجاه الضابط الذي لم يهاب الموقف ولا الموت وقام بمطاردته وملاحقته الى ان أصابه بعيار ناري مباشر وتم القبض عليه وسط ذهول أهالي المنطقة حيث تبين حيازته لكمية كبيرة من مخدر الحشيش.... وقام الأهالي بتحية الضابط الذي كاد ان يضحى هو الاخر بحياته من اجل تحقيق الامن والسلام للمنطلقة التي تم تكليفه بتأمينها.

 

كل تلك المواقف هي فيض من غيض وانا على يقين ان أي من رجال الشرطة كان سوف يقوم بنفس ما قام به زملائه من تضحيات وتفانى من أجل امن وسلامة البلاد والعباد.

 

لا أملك ونحن نقترب من الاحتفال بأعياد الشرطة سوى ان اردد بكل الفخر والاعتزاز.... تحيا مصر... تحيا مصر... تحيا مصر.