غزه تحت حصار النفايات.. تراكم 250 ألف طن يُهدد بكارثة إنسانية

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الأوضاع الإنسانية والبيئية تتفاقم بشكل كبير وكارثي، حيثُ أعلنت بلدية غزه عن تراكُم أكثر من 250 ألف طن من النُفايات الصلبة في شوارع المدينة وأحيائها، مُشيرة إلى أن الوضع أصبح خطيرا ناجم بشكل أساسي عن شلل شبة كامل في قدرة البلدية على العمل بشكل طبيعي، وذلك بسبب تدمير مُعظم آلياتها ونقص حاد ومُزمن في الوقود اللازم لتشغيل ما تبقى منها وتشغيل المرافق الخدمية الأساسية.
النفايات تُحاصر السُكان.. وغزة على حافة الوباء
كما أشارت الوكالة إلى أن الرقم الصادم لكمية النفايات الذي أعلنتهُ بلدية غزة ويُقدر ب250 ألف طن منها، ويرسم صورة قاتمة لمُستقبل المدينة، مؤكدة على أن إسرائيل من المُمكن أن تستخدم تلك النفايات لإجبار سُكان غزه على التهجير القسري، فتلك الكميات الهائلة من النفايات المُتراكمة والتي تُحاصر سُكان غزه في الشوارع والأماكن العاملة لا تُشكل فقط مشهد بيئي مُريع، بل تُنذربكارثة صحية وشيكة، فمع ارتفاع درجات الحرارة ستُصبح النفايات خصبة لتكاثُر الحشرات والقوارض، مما ينتُج عن ذلك انتشار الأمراض والأوبية المُعدية بين سُكان غزه، وبشكل خاص ستُشكل خطرًا على الأطفال وكبار السن، فستكون هُناك مشاكل وأزمات وذلك بالتزامُن من ضعف وتهالُك المنظومة الصحية في قطاع غزة، فتطور هذا الوضع للأسوأ سيقوم بتحويل أحياء بأكملها إلى بؤر للأمراض مما يُزيد من مُعاناة أهالي غزه المُحاضرين.
شلل تام.. تدمير 80% من آليات البلدية
كما أكدت بلدية غزه على أن السبب الرئيسي وراء هذا التدهور البيئي الكارثي هو التدمير الشامل للبنية التحتية والآليات التابعة للبلدية في قطاع غزة، فوفقا لتصريحات المسؤوليين في بلدية غزه أنهُ تم تدمير أكثر من 80% من آلياتها، بما في ذلك شاحنات جمع النفايات ومُعدات الصيانة، وما تبقي من آليات تُعاني من نقص حاد ومُستمر في الوقود مما يجعل تشغيلها شبه مُستحيل بشكل دائم، فهذا النقص لا يؤثر فقط على جمع النفايات بل يمتد ليشمل تعطُل المرافق الخدمية الأُخرى مثل محطات ضخ المياة والصرف الصحي، مما يُفاقم الأزمة ويُهدد بانهيار كامل للخدمات الأساسية في مدينة غزه.