بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

زلزال بالأمم المُتحدة.. إذا اعترفت فرنسا بـفلسطين: هل ستدفع أوروبا للانضمام لها؟

الإعتراف بدولة فلسطين
الإعتراف بدولة فلسطين

تواجة القضية الفلسطينية تحولات دبلوماسية مُهمة مع إقتراب إجتماع الأمم المُتحدة في يونيو القادم، حيثُ تلوح في الأُفق إمكانية إعتراف فرنسا بدولة فلسطين، فهذا التحول المُحتمل، الذي لمح إليه الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" قد يقلب الموازين الدبلوماسية ويؤثر على مواقف دول أعضاء آخريين مثل إسبانيا والنرويج وبريطانيا والنرويج.

 وفي سياق متصل، أصدرت بريطانيا وفرنسا وكندا بيانًا مُشتركًا تُحذران فيهِ إسرائيل من إتخاذ إجراءات ملموسة في حال إستمرار الهجوم العسكري على قطاع غزة، فما هي الإجراءات المُحتملة التي من المُمكن تتخذها تلك الدول؟، وكيف ستؤثر هذه التطورات على الاجتماع العالمي لإعادة إعمار غزة، كل تلك الأسئلة تُثار حول مُستقبل القضية الفلسطينية والدور الأوروبي المُتنامي فيه.

فرنسا دولة هامة.. والجهود المصرية أتت بثمارها

الدكتور طارق البرديسي
الدكتور طارق البرديسي

فأكد الدكتور "طارق البرديسي" خبير الشؤون الدولية، على أنهُ عندما قالت فرنسا أنها سوف تعترف بدولة فلسطين في يونيو المُقبل فذلك لهُ وقع وتأثير كبير، لأن فرنسا دولة هامة وتُعتبر من أقوى الدول النووية، وهي صاحبة مقعد دائم في مجلس الأمن ولها حق الفيتو، فالإعتراف بدولة فلسطين من قِبل فرنسا لهُ ذلك الزخم وتلك التأثيرات الإيجابية على القضية الفلسطينية، وكل ذلك بفضل جهود الدولة المصرية، ولقاء الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" مع الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي".

وصرح الدكتور طارق البرديسي لـ"بلدنا اليوم"، أن الأتحاد الأوروبي في المادة الثانية يؤكد أنهُ من المُمكن أن يتخذ كلاً من بريطانيا وفرنسا وكندا كافة الإجراءات التأديبية والعقابية إذا ما أقدمت دولة تتعامل مع الإتحاد الأوروبي على إنتهاكات لحقوق الإنسان، وبما أن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان ليل نهار في قطاع غزة، فذلك يُعطي الذريعة والمُبررالقانوني وفقا للمادة الثانية في الإتحاد الأوروبي أن تتخذ الإجراءات التي تؤثر على إسرائيل.

الإجراءات ضد إسرائيل

كما أشار الدكتور " طارق البرديسي "، إلى أن تلك الإجراءات من المُمكن أن تتضمن مُقاطعة أو تجميد للروابط والعلاقات التُجارية والإستثمارية فإسرائيل لديها علاقات كبيرة مع أوروبا، فتجميد أو إيقاف هذا التعامُل التُجاري والإقتصادي والإستثماري مع الجانب الإسرائيلي أو تنفيذ عقوبات يتم فرضها من قبل الأتحاد الأوروبي كل هذا لهُ تأثيراتهُ وتداعياتهُ على الكيان الإسرائيلي.

وأوضح الدكتور " البرديسي "، أن المؤتمر العالمي لإعادة إعمار قطاع غزة سوف يتأثر بكل الأحداث السابقة والإعتراف بدولة فلسطين من قبل دول أوروبا، حيثُ أن دول هامة تقود العالم قد أمنت بوجود الدولة الفلسطينية، فسيحصُد الإجتماع العالمي لإعادة إعمار غزة كثير من الإيجابيات، وكل ذلك بفضل الدبلوماسية المصرية النشطة التي تتحرك ليل نهار في كافة المسارات لإقناع العالم للإعتراف بدولة فلسطين.

الإعتراف بدولة فلسطين

الدكتور عبد المهدي مطاوع
الدكتور عبد المهدي مطاوع

وأشار الدكتور "عبد المهدي مطاوع" المُحلل السياسي الفلسطيني، أنهُ من المُتوقع ان تعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية في الاجتماع القادم للأمم المُتحدة، وحتى اسبانيا وبريطانيا قد اشاروا الى ذلك لان برلماناتهم سابقا قد وافقوا منذُ عدة سنوات على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مُعتقدا ان هذا الموقف تريد منه تلك الدول ممارسة حيادية وابتعاد عن الموقف الامريكي، وإظهار أنهم ضد منع قيام الدولة الفلسطينية ومع تنفيذ حل الدولتين لذلك تعزيزه من قبل هذه الدول امر ايجابي.

وأوضح الدكتور "عبد المهدي مطاوع" في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" أن الإجراءات الملموسة من قِبل فرنسا وبريطانيا وكندا، ستكون كالاتي: اولا فرض عقوبات على الشخصيات والكيانات والشركات التي تدعم الاستيطان، ومنع استيراد بضائع المستوطنات، بالإضافة إلى ذلك سيكون هناك تحرك في اتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع منع تصدير السلاح او اي مكونات تساهم في تصنيع السلاح لاسرائيل.

قتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة

كما أكد "عبد المهدي مطاوع" على أن الإجماع الدولي ضد قتل الاطفال والنساء والمدنيين في غزة، لانه فاق كل التصورات، لذلك من المهم استمرار هذا الاجماع لتشكيل ضغط اكبر على نتنياهو لايقاف الحرب، وجزء من هذا الموقف الاوروبي له علاقة بالإبتعاد عن موقف أمريكا خصوصا أن هناك خلافات بين اوروبا وبين الإدارة الامريكية في قضايا اخرى ويستخدمون الموضوع الفلسطيني كجزء من هذة المُناكفة بالإضافة إلى تبرئة انفسهم من الجرائم التي ستحدث لاحقا في عملية عربات جدعون.

تم نسخ الرابط