مأزق دولي جديد.. تساؤلات بشأن رفض الأمم المتحدة لآلية إسرائيل لتوزيع المساعدات بغزة

أدى رفض الأمم المتحدة للآلية الإسرائيلية الجديدة لنقل المساعدات إلى سكان غزة إلى أزمة دولية، تفتح المجال لتساؤلات عاجلة، هل ستواصل إسرائيل تطبيق خطتها بشكل منفرد؟ هل ستعاد إدارة المساعدات إلى الأمم المتحدة؟ أم أن غزة تواجه خطر مجاعة جديدة وسط هذه الخلافات؟.
فوضى في توزيع المساعدات
شهد قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة حالة من الاضطراب، نتيجة التناقض بين ادعاءات القوات الإسرائيلية بنجاح الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات، وبين الواقع الميداني الذي يشهد انتهاكات متكررة أثناء تنفيذ هذه الخطة.
وتتهم منظمات حقوقية إسرائيل باستغلال هذه الآلية لتحسين صورتها دوليًا، بينما تسبب تأخير تنفيذ خطة المبعوث الأمريكي "ستيف ويتكوف" لأكثر من 80 يومًا في فوضى بمراكز التوزيع، وفقًا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
أزمات المستشفيات تتفاقم
على الرغم من إعلان إسرائيل إدخال معدات طبية وأدوية إلى مستشفيات غزة، إلا أن الأزمات مستمرة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في المواد الأساسية وسوء الأوضاع الصحية، مما يعرض حياة المرضى والعاملين للخطر.
غياب خطة لإدارة القطاع
تزيد حالة عدم اليقين من تعقيد الأوضاع، حيث لم تقدم إسرائيل حتى الآن خطة واضحة لإدارة القطاع بعد الحرب، مما يهدد بانتشار الفوضى وغياب الأمن.
مخاوف من نهب المساعدات
مع بدء تطبيق الآلية الأمريكية بدعم إسرائيلي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تفاقم الانفلات الأمني، وخطر نهب المساعدات من قبل مجموعات وصفتها بـ"العصابات الغزاوية".
ورغم دخول شاحنات المساعدات عبر بوابات القطاع، رفضت الأمم المتحدة استلامها، معتبرة الآلية غير فعالة وغير متوافقة مع المعايير الإنسانية، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
تمسك الأمم المتحدة بنظامها
تصر الأمم المتحدة على استخدام آليتها التقليدية لتوزيع المساعدات، التي تعتمد على قنوات رقابة دقيقة لضمان وصول الدعم للمدنيين مباشرة دون تدخلات. وطالبت المنظمة إسرائيل بوقف إطلاق النار، الإفراج عن الرهائن، ورفع القيود التي تعيق وصول المساعدات، حسب تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
المساعدات كأداة سياسية
ترى الأمم المتحدة أن الآلية الإسرائيلية تحول المساعدات الإنسانية إلى أداة للسيطرة العسكرية، خاصة مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن الهدف الأساسي هو منع استفادة حركة حماس من المساعدات. وتحذر تقارير أممية من أن غزة لا تزال على حافة كارثة إنسانية، حيث يُعد القطاع حاليًا الأكثر جوعًا عالميًا.