بعد أبو عبيدة.. هل ينتهي الصوت أم تبدأ مرحلة أخطر؟
لم يكن أبو عبيدة مجرد ناطق عسكري، بل تحوّل على مدار سنوات إلى مدرسة كاملة في الخطاب المقاوم، قائمة على الدقة، والرسائل المشفرة، والتوازن بين التصعيد والردع، وهو ما جعل غيابه – أو استشهاده – حدثاً يتجاوز البعد الشخصي إلى تأثير أوسع على المشهد الفلسطيني.
ويؤكد خبراء في الشأن الإسرائيلي أن شخصية أبو عبيدة لعبت دوراً محورياً في إدارة الحرب النفسية، حيث كان ظهوره المحدود كفيلاً بإحداث ارتباك داخل المجتمع الإسرائيلي، ودفع وسائل الإعلام العبرية إلى التعامل مع بياناته باعتبارها مصادر رسمية لا يمكن تجاهلها.
في المقابل، يرى محللون فلسطينيون أن القسام حرص منذ سنوات على ألا يرتبط الخطاب بشخص واحد، بل بمؤسسة، وهو ما يفسر استمرار الرسائل العسكرية بنفس النبرة والقوة حتى مع غياب المتحدث الرسمي، في إشارة إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدًا أكثر تنظيمًا وأقل اعتمادًا على الرموز الفردية.
كما أن تزامن الإعلان عن استشهاده مع الكشف عن اغتيال قيادات عسكرية أخرى، يعكس – وفق مراقبين – محاولة إسرائيلية لتحقيق إنجاز معنوي، مقابل إصرار المقاومة على تحويل الخسارة إلى وقود تعبوي ورسالة صمود.
وبينما يغيب الصوت خلف القناع، يبقى الأثر حاضراً في الوعي العام، حيث تحوّل أبو عبيدة من شخص إلى رمز، ومن متحدث إلى فكرة، في معركة يبدو أن فصولها لم تُكتب نهايتها بعد.



