أستاذ هندسة الكهرباء: توربينات سد النهضة لا تعمل بكامل طاقتها (خاص)

بعد إعلان إثيوبيا افتتاح سد النهضة في التاسع من سبتمبر 2025 وسط احتفالات ضخمة، باعتباره المشروع الأكبر في تاريخها لتوليد الكهرباء، ولكن التوربينات لم تدخل الخدمة بكامل طاقتها، بسبب مشكلات فنية وهندسية جعلت تمرير جزء كبير من المياه عبر بوابات التصريف بدلًا من تشغيل التوربينات.
مصر لم تتأثر بشكل مباشر بعملية تشغيل سد النهضة
وأكد الدكتور حافظ سلماوي، أستاذ هندسة الكهرباء بجامعة الزقازيق، أن سد النهضة يطرح عدة تحديات حقيقية لمصر والسودان في المرحلة المقبلة، رغم أن مصر حتى الآن لم تتأثر بشكل مباشر بعملية التشغيل.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن التحدي الأكبر يتمثل في مواسم الجفاف، حيث أن مصر تعتمد على بحيرة ناصر لتعويض أي نقص في إيراد النيل الأزرق، لكن مع غياب اتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا بشأن كميات المياه التي يتم حجزها أو تفويتها، فإن أي خفض غير منظم في تصريف المياه سيضاعف وطأة الجفاف على مصر ويطيل مدته, مشيرًا أن إثيوبيا تريد أن تملأ البحيرة لتخزين المياه وتفويت كميات أخرى لتوليد الكهرباء، لكن إذا زادت الحصة المخزنة وقلت المياه المفرغة، ستكون مصر هي المتضرر الأول."
وأشار سلماوي إلى أن التحدي الثاني يرتبط بالأمان المائي للسودان، إذ يملك السودان ثلاثة سدود على النيل بعد سد النهضة "الروصيرص، سنار، مروي"، وهذه السدود لا يمكن تشغيلها بشكل آمن في ظل غياب معلومات دقيقة عن التدفقات القادمة من إثيوبيا.
مخاطر إنشائية مرتبطة بسد السرج
وكشف أستاذ هندسة الكهرباء إلى وجود مخاطر إنشائية مرتبطة بسد السرج، وهو سد ثانوي بارتفاع 50 مترًا وطول 5 كيلومترات مبني على تربة متحولة معرضة للهبوط أو التسريب، ما يثير احتمالية حدوث انهيار كارثي قد ينتج عنه موجة فيضانية ضخمة تشبه تسونامي بارتفاع 50 مترًا تجتاح الخرطوم وتقضي على العاصمة السودانية.
وأشار أستاذ هندسة الكهرباء يتمثل التحدي الثالث ,في أن استكمال بناء سد النهضة قد يشجع إثيوبيا على التوسع في بناء سدود أخرى على النيل الأزرق، وهو ما قد يمكنها من التحكم في تدفق المياه بالكامل نحو مصر والسودان، بل وقطعها تمامًا لمدة عامين، في حال تنفيذ مشروعاتها المستقبلية.
وأوضح سلماوي أن إثيوبيا كانت قد خططت لتركيب 16 توربينًا، لكنها اختزلت العدد إلى 13 فقط، ولم يتمكن من العمل حتى الآن إلا 8 توربينات، من بينها 4 فقط تعمل بكفاءة منتظمة، وهو ما يعكس وجود مشكلات فنية وتشغيلية قد تكون مرتبطة بالتصميم أو الاطماء داخل بحيرة السد.
وأكد أن ارتفاع المياه في بحيرة السد حاليًا كافٍ لتشغيل التوربينات، مشيرًا إلى أن أي توربين واحد يمكنه تمرير نحو 3.6 مليار متر مكعب من المياه سنويًا إذا عمل بكامل طاقته,مضيفا أن المياه أمامها ثلاث طرق للعبور من خلال التوربينات، أو من خلال فتحات السد، أو في حال تجاوز المنسوب، من أعلى جسم السد.
وأوضح سلماوي على أن نصيب مصر من مياه النيل الأزرق يبلغ 55.5 مليار متر مكعب، في مقابل 18 مليار متر نكعب للسودان، من أصل نحو 85 مليار متر مكعب تأتي من إثيوبيا، وأن أي خلل في إدارة وتشغيل سد النهضة دون اتفاق ملزم يهدد هذه الحصة التاريخية ويضاعف التحديات أمام مصر في المستقبل.
اقرأ ايضا
عباس شراقي : عودة التخزين الكامل لسد النهضة الاثيوبي اليوم