بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خاص| سوق الغذاء على صفيح ساخن.. لحوم مستقرة ودواجن متقلبة وجدل حول تصدير البيض

بلدنا اليوم

تعيش الأسواق المصرية لحظة فارقة تختبر فيها قدرة الدولة والمنتجين والمستهلكين على عبور واحدة من أكثر المراحل حساسية في ملف الغذاء، فبينما تتأرجح توقعات الشارع حول مصير أسعار اللحوم والدواجن والبيض، يخرج المتخصصون برؤى متباينة تكشف حجم التحديات التي يمر بها هذا القطاع الحيوي، فهناك من يرى أن الأسواق مقبلة على فترة من الاستقرار والانضباط بفضل توافر المعروض وتنامي جهود الدولة، بينما يحذر آخرون من قرارات قد تدفع بالسوق إلى موجات اضطراب إذا لم تدرس بدقة، وعلى رأسها ملف تصدير البيض الذي أثار جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية.
وفي ظل هذا المشهد المزدحم بالتوقعات تتجدد المخاوف من تأثير الاستيراد الفائض من الدواجن في وقت يعاني فيه منتجو الدواجن من تراجع يؤثر مباشرة على قدرتهم على الاستمرار، بينما يكافح سوق اللحوم للحفاظ على ثبات الأسعار وتوفير بدائل آمنة بجودة مستقرة، فهي لحظة تظهر بوضوح أن الأمن الغذائي لا يتحمل القرارات المتعجلة، وأن أي خلل بين العرض والطلب قادر على إشعال الأسعار أو إحداث فجوات في السوق يصعب سدها لاحقًا.

هيثم عبد الباسط: وفرة المعروض تدعم استقرار أسعار اللحوم

يقول هيثم عبد الباسط رئيس شعبة القصابين، مطمئنا المواطنين بشأن أوضاع سوق اللحوم خلال الفترة القادمة، موضحًا أن المؤشرات الحالية تؤكد استمرار استقرار الأسعار دون توقعات بحدوث ارتفاعات جديدة في سوق اللحوم الحمراء.

وأوضح عبد الباسط أن هذا الاستقرار يعود إلى وفرة المعروض داخل الأسواق وتعاقدات الاستيراد التي تسير بشكل منتظم، إلى جانب جهود الدولة في تعزيز منظومة الثروة الحيوانية وتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة، وهو ما خلق حالة من التوازن بين العرض والطلب.

وأشار إلى أن الشعبة تتابع بشكل يومي حركة الأسواق، ولم تسجل أي ضغوط قد تدفع الأسعار للصعود في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن ما يتردد بين الحين والآخر حول زيادات مرتقبة ليس له أساس من الواقع.

وشدد رئيس شعبة القصابين على ضرورة التزام المواطنين بالشراء من منافذ معروفة وموثوقة، سواء المجازر المرخصة أو المحال التي تتبع المعايير الصحية في الذبح والتخزين والعرض، وأكد أن الاعتماد على مصادر غير معروفة قد يعرض المستهلك لشراء لحوم مجهولة المنشأ أو غير مطابقة للمواصفات.

ولفت عبد الباسط إلى أن الشعبة تتعاون مع الجهات الرقابية لضمان سلامة السلع الغذائية المطروحة والقضاء على أي محاولات لغش اللحوم أو تداول منتجات غير صالحة، مبينًا أن الفترة الأخيرة شهدت تكثيفًا للحملات التفتيشية لضمان جودة المعروض في السوق.

كما دعا المستهلكين إلى التعامل بعقلانية وتجنب التخزين غير الضروري، لأن الاستقرار في الأسعار لن يتأثر، والمعروض متوفر بشكل كبير الأمر الذي يلغي أي دوافع للمبالغة في الشراء، لافتًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الانضباط في الأسعار، خاصة مع تزايد منافذ البيع وتنوع مصادر الاستيراد، وهو ما يدعم استقرار السوق ويحافظ على حقوق المستهلكين.

حسين أبو صدام: قرار تصدير البيض خطوة متسرعة تحتاج مراجعة

ويقول حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، أن قرار تصدير البيض إلى الخارج في الوقت الحالي، يعتبر خطوة جاءت متسرعة ولم تخضع للدراسة الكافية التي تضمن عدم الإضرار بالسوق المحلي، وأوضح أن وجود فائض إنتاجي في فترة معينة لا يعني بالضرورة أن السوق قادر على تحمل خروج كميات كبيرة للتصدير، لأن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار البيض محليًا إذا تراجع المعروض فجأة أو حدث أي اضطراب في الإنتاج.

وأكد أبو صدام أن القرارات المرتبطة بالتصدير يجب أن تبنى على رؤية طويلة المدى، تراعي توازن العرض والطلب داخل السوق، حتى لا تتأثر الأسر المصرية بارتفاع غير مبرر في الأسعار، كما يجب أن تضمن استمرارية التصدير دون الاضطرار إلى إيقافه لاحقًا، لأن هذا قد ينعكس سلبًا على سمعة المنتج المصري في الأسواق الخارجية ويهز ثقة المستوردين.

وتناول نقيب الفلاحين أوضاع أسعار الدواجن، مشيرًا إلى أنها تشهد تراجعًا واضحًا وصل إلى مستوى لا يحقق للمنتجين أي هامش ربح مجزي، وهو ما يضع القطاع في موقف صعب، موضحًا أن الاستيراد كان له تأثير سلبي مباشر على المنتجين المحليين، حيث أدى إلى انخفاض الأسعار بصورة لا تتناسب مع تكلفة الإنتاج، ما دفع بعض المربين إلى التوقف عن الاستمرار في التربية نتيجة الخسائر المتكررة.

وحذر أبو صدام من أن استمرار هذا الوضع قد ينعكس على حجم الإنتاج المحلي مستقبلًا، داعيًا إلى إعادة تقييم سياسات الاستيراد والتصدير بما يحافظ على استقرار السوق ويحمي المنتجين، وفي الوقت نفسه يضمن توافر السلع الأساسية بأسعار مناسبة للمستهلكين.

تم نسخ الرابط